قصة عن الخلاف

0


قصة عن الخلاف
يحكى أن رجلا أصم ضاعت عليه خمس
نعاج، فذهب يبحث عنها، حتى صادف
امرأة تفلح الأرض، وكانت صماء مثله،
فسألها: أيتها المرأة، هل رأيت لى خمس
نعاج إحداها كسيرة الساق؟ فظنت أنه
يسألها عن حدود حقلها، فقالت له: حقلى
ينتهى عند تلك الشجرة. فاعتقد أنها تشير
قصة عن الخلاف

إلى جهة النعاج وذهب، فإذا النعاج خلف
الشجرة. قال الرجل في نفسه: هذه المرأة
خيرة ولا بأس أن أحسن إليها بهذه النعجة
الكسيرة تعالجها وتربيها. فساق نعاجه حتى
وقف بجانب المرأة وقال لها: يا أمة الله؛
خذي هذه النعجة الكسيرة تعالجينها ولعل
الله يجعل لك فيها البركة.


حلفت له: والله لم أرها ولم أكسرها.
فاستعطفها: يا أمة الله، خذى هذه الهبة.
قالت له: أنت مجنون تتهمنى بما لم أفعل؟
واشتبكت معه في عراك وجاء الناس
وفصلوا بينهما وقادوهما إلى القاضي.
وكان القاضي أشد صمما من الاثنين.
فانتظر حتى شبع كل منهما من الكلام
وإتقان الحجة. فتفرس في وجه طفل رضيع
كانت المرأة تحمله وتنحنح وقال:
يا ساقط المروءة هذا الولد لا يشبهك؟
كذبت، إنه يشبه تقاسيمك، فعليك النفقة
والكسوة التي تدعيها هذه المرأة.