الثلاثاء، 14 أبريل 2015

موضوع حول البيئة قصير



موضوع حول البيئة قصير
حماية البيئة
   تعد حماية البيئة من الموضوعات التي حظيت باهتمام متزايد من المنظمات والهيئات الدولية ومن غالبية الدول – ولاسيما في الآونة الأخيرة ، ويرجع ذلك الاهتمام في الواقع إلى إدراك الدول لخطورة الآثار الناجمة عن تلوث البيئة والتي يعاني منها الإنسان بوجه خاص والكائنات الحية بوجه عام ، إذ أنها  البيئة تتدهور يوماً بعد يوم لأسباب عديدة ترتد في معظمها إلى الانسان . الأمر الذي يمكن معه القول بأن الإنسان هو مشكلة البيئة فعلاً . 


ومن أجل اعتدال الإنسان في تعامله مع البيئة ، يأتي دور حماية البيئة والمحافظة عليها ، والتي هي الشغل الشاغل للدول والهيئات والمنظمات في الوقت الحالي . كما طغت قضية حماية البيئة على غيرها من القضايا حتى رسخ في الأذهان ان التلوث هو المشكلة الوحيدة للبيئة وأن حمايتها ضرورة من ضرورات الحياة . 


   وقد أضحت حماية البيئة من الموضوعات الرئيسية التي تستحوذ على اهتمام كل الدول ، باعتبارها من الافكار الرائدة التي تتبناها كل بلاد العالم ، سواء منها من أوتى بسطه في العلم وسعة من المال " المتقدمة " ومن لم تؤت سعة من المال وبسطه في العلم " النامية " . 


العلاقة بين حقوق الانسان والبيئة
    البيئة هي الوعاء التي يمارس فيها الإنسان حقوقه الأساسية التي أهمها الحق في الحياة ، وحتى يمكن ممارسة الحق في الحياة لابد من توافر شروط بيئية بدون توافرها لايمكن للإنسان البقاء على قيد الحياة وأهمها :
توافر هواء نظيف يستطيع الإنسان ان يتنفسه .
توافر ماء نظيف يستطيع الإنسان ان يشربه .
توافر أرض جيدة " التربة " تقديم الغذاء وتغدق العطاء .
     وهذه المحاور الثلاثة اللازمة لاستمرار الحياة هي القضايا التي تحظى باهتمام من يتناول قضايا البيئة . 


   وإذا أمعنا النظر في هذه المحاور الثلاثة نجد انها وثيقة الصلة بحقوق الإنسان . إذ يصعب الفصل بين عناصر البيئة الصالحة وبين ضرورات الإنسان وحقه في حياة كريمة تحفظ عليه إنسانيته وتصون حقوقه وتحمي كرامته وتكفل كل حاجاته كإنسان ، يحمل أمانة الخلافة عن الله في الارض فلا غرو ان نقرر هنا ان الحديث عن البيئة هو في الوقت ذاته حديث عن حقوق الإنسان ، لأن الإنسان هو ابن بيئته
  والبيئة من هذا المنظور تعني الارض التي نعيش عليها ، وقد وردت كلمة الارض في القرآن الكريم ما يقرب 545 مرة اولها قوله تعالى ( وإذا قيل لهم لاتفسدوا في الارض قالوا إنما نحن مصلحون ) البقرة . وآخر قوله تعالى في سورة الزلزلة ( وأخرجت الارض أثقالها ) الزلزلة . 


   إن القضية هنا ليست من قبيل الحديث عن مدن فاضلة ومثل عالية تحلق في الخيال ولكنها من قبيل الواقع الذي عاشه الانسان المسلم محافظاً على حقوقه التي أنعم الله بها عليه .
البيئة الاجتماعية باعتبارها جزءاً من البيئة
   من يتدبر القرآن الكريم يجد ان عنايته بالبيئة الاجتماعية وتبيان مدى أهميتها البالغة للانسان وتوضيح مغبة اعتداء الانسان عليها ومن ثم حتمية حمايتها والمحافظة عليها . وعن رسم القرآن للعديد من الامم السابقة بأنهم مفسدون في الارض رغم سلوكياتهم حيال البيئة الطبيعية لم تكن سيئة في مجملها ، لكن ذلك نبع من اعتداءاتهم على البيئة الاجتماعية بالمفهوم الواسع ومثالاً على ذلك قوله تعالى : ( الم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد وثمود الذين جابوا الصخر بالواد وفرعون ذي الاوتاد الذين طغوا في البلاد فاكثروا فيها الفساد ) تأمل تجد النشاط العمراني والاقتصادي على اعلى مستوى ، لكنهم مع ذلك طغوا في البلاد طغياناً عقائدياً وثقافياً واجتماعياً وسياسياً واخلاقياً ، ونتج عن ذلك شيوع الفساد في الدنيا ، الشذوذ الجنسي " اللواط " إفساد في الارض ، الفساد السياسي هو إفساد في الارض ( فرعون علا في الارض وجعل اهلها شيعاً يستضعف طائفة منهم يذبح ابناءهم ويستحي نساءهم إنه كان من المفسدين ) القصص ) ، السرقة إفساد في الارض ايضاً ( قالوا تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الارض وما كنا سارقين ) يوسف ) والظلم في المعاملات المالية إفساد في الارض ( اوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين وزنوا بالقسطاس المستقيم ولا تبخسوا الناس اشياءهم ولا تعثوا في الارض مفسدين ( الشعراء ). 

تابع المقال التالي : موضوع قصير عن تلوث  المياه