موضوع حول البيئة pdf
حماية البيئة منظور إسلامي
مسألة البيئة في نظر المسلم مسألة عقيدة وليست مسألة موارد تلوث او تبدد تجب حمايتها والمحافظة عليها لتحقيق المزيد من الانتاج والاستهلاك ، كما هو نهج الفكر البشري المعاصر ، انها قضية " خلق الله " وما يجب ان يكون عليه التعامل ، إنها قضية خالق ومخلوقات ، المسلم ينظر فيجد الخالق وينظر حوله فيجد الكون والخالق ومخلوقات ، المسلم يؤمن بانه مخلوق لوظيفة ومهمة محدودة ، وبأن الكون مخلوق هو الآخر لله ، وهو بدوره مخلوق لمهمة معينة .
ثم ان كون الارض مهداً لخلافة الانسان ( اني جاعل في الارض خليفة ) يحتم على الانسان ان يكون ايجابياً تجاهها ، يثيرها ويستخدمها ويستفيد منها والا لم يكن قائماً باعمال الخلافة ، ومعنى ذلك بلغة فنية بيئية ان علاقة المسلم بالبيئة ترفض التعطيل ، فذلك مناف لوظيفة الانسان من جهة ، وللحكمة من خلق البيئة من جهة ثانية ، ثم ان هذه العلاقة ترفض الاستنزاف والتدمير والافناء ، فالبيئة لم تخلق لجيل دون آخر ، ولا لمكان دون آخر ، لقد خلقت للناس جميعاً ، في كل زمان ومكان ، واستنزاف البيئة هو اعتداء على حقوق الاجيال القادمة من جهة ، واعتداء على البيئة نفسها من جهة اخرى ، كذلك فإن هذه العلاقة ترفض التلوث لانه استنزاف وتدمير لصلاحية البيئة .
حقوق الانسان في بيئة نظيفة
وإذا كانت هذه التقارير والدراسات تهتم بالبعد الطبيعي في البيئة فإن الإسلام لايقف عند ذلك ، كما سبقت الإشارات المتعددة ، ومن هنا فإننا نقول إن مسئولية الدولة الإسلامية تمتد في هذا الصدد إلى وزارات التعليم والثقافة والإعلام بحيث تنجز لنا تعليمياً وثقافة وتربية بيئية سليمة في كل الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والأخلاقية .
ومما يثير الإعجاب والتقدير ما قررته الشريعة من أن الدولة أو الحكومة لاتملك الاعتداء على البيئة ، شأنها في ذلك شأن الأفراد تماماً بتمام ، وحتى يمكن ترجمة ذلك إلى واقع حقيقي فإن الأمر يتطلب قيام أجهزة تمثل المجتمع مثل المجالس النيابية والشعبية والأحزاب والصحافة ، بل القضاء بمتابعة مواقف الدولة حيال ذلك ، وحملها على القيام بالتزاماتها ، حيال الأفراد والشركات المعتدية على البيئة وحيال نفسها وقيام بعض الجهات التابعة لها بتلويث البيئة أو استنزافها او تعطيلها ، فهذا أحد الحقوق الأساسية للشعوب تجاه حكوماتها ، طبقاً لما قرره الإسلام .
وهكذا نجد التلوث البيئي كمثل سلبي التقدم التكنلوجي الذي جرى وراءه الإنسان مسبباً الكثير من الأضرار ببيئته مؤدباً بذلك إلى قلب الأوضاع ، فما يسعى إليه الإنسان لتحسين معيشته بالأخذ بأسباب وأساليب التقدم التكنلوجي أصبح وبالا وكابوساً عليه وعلى صحته وبيئته .