طرق علاج الشرود الذهني
يصيب الشرود الذهني مختلف الأعمار، فهو لا يتوقف على فئة معينة، وهو نتيجة حالة اكتئاب أو فشل في تجربة حياتية، يفقد فيها قدرته على التعامل معها بإيجابية، فيقع فريسة له.
وربما يُصيب الشباب عند مواجهتهم لموقف يعجزون أمامه فينطلقون بخيالاتهم بعيداً عن الواقع في صورة وردية لما يتخيّلون الأشياء عليها، وهذه في حدِّ ذاتها ليست سيئة، إذا ما كانت كنوعٍ من التحفيز لاكتساب الطاقة والحماس من جديد للإنطلاق نحو ملاحقة الهدف، بحيث لا يطول انتظاره، لكنها ستكون سيئة في الصورة الأخرى عندما يعيش في أحلام اليقظة لفترة طويلة.
وأهم علاج لحالة الشرود الذهني بعد تشخيص الحالة وتحديدها بدقة تأتي من جانب الأسرة بمساعدته على التركيز في الأشياء التي يجب عليه إنجازها وتُهييء له الجو المناسب لذلك.
كما أنّ أخذه لقدر كافٍ من الراحة والإسترخاء قبل بدء التفكير وممارسة العمل له الدور الكبير في التخلص شيئاً فشيئاً من هذه الحالة، وإذا كنت تشعر بالإجهاد الشديد والتعب فتوقف للراحة وممارسة نشاط بعيد عن جوِّ العمل، كالحديث مع الزملاء في مواضيع عامة، أو أن تتمشى في ردهة المكتب إذا كان مسموحاً بذلك، وأنصح بممارسة بعض التمارين الرياضية لكسر روتين الجلوس الطويل على المكتب.
وأنصحك كذلك أن تضع كلَّ يوم قائمة بالأعمال التي ترغب بإنجازها وتبدأ بها إلى أن تُنهيها تماماً، وتلتزم بذلك، فهذا سيُساعد بلا أدنى شك في زيادة تركيزك وتحسين إنتاجيتك.
وبعد انتهائك من يوم عملٍ شاق لا تُحاول أن تنقل هذا العمل إلى البيت، فهذا سيزيد الأمور تعقيداً، لأنه سيسرق منك وقت الإستمتاع والمرح مع العائلة، ويُفقدك العامل المساعد الأهم في التخلص من حالة الشرود الذهني.
حاول أن تعيش اللحظة التي تعيش بها الآن، لو كنت في العمل فاستمتع بكلِّ لحظة فيه، وكذلك الحال في البيت واجتماع العائلة أو الأصدقاء، اجعل لحياتك هدف وهو أن تجلب لنفسك السعادة ولكل من حولك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا".
وأخيراً أنصحك بأن تُبادر لعلاج ما يُصيبك من أمراض، ولا تُعطها أكبر من حجمها، فكلنا مُعرضون للمرض، فيجب أن نتعامل معه بالطريقة التي تُسرِّع شفائنا منه بإذن الله عز وجل.