رحلات جليفر مترجم بالعربي

0

رحلات جليفر مترجم بالعربي
رحلات جليفر مترجم بالعربي
قبل أن أبدأ قصتي أود أن أخبركم قليلا عن حياتي الأولى. لقد ولدت في مزرعة كبيرة في وسط إنجلترا, و ترتيبي الثالث بين خمسة أولاد, و سماني أبي "ليمويل جلفر". و بعد انتهاء دراستي في المدرسة, درست في كامبردج لمدة ثلاث سنوات, ثم أصبحت صبي مهنة لجراح في لندن. الجراح , السيد بايتس كان جيد جدا, و عملت معه لمدة ألربع سنوات, و مع ذلك, كنت دائما أريد السفر. لذلك في وقت فراغي تعلمت كيف أبحـر لكي أستطيع في يوم ما أن أغادر إنجلترا و أستكشف العالم
كان مستر بايتس يعلم كل شيء عن رغبتي في السفر, لذا ساعدني عندما أتهيت دراستي في الحصول على عمل كجراح على سفينة أسمها "ذا سوالو" أو "طائر السنونو". ", و لمدة ثلاث سنوات و نصف , كنت أعمل لدى كابتن أبراهام بانيل على سفينته و هي تسافر حول البحار الشرقية.
بمجرد عودتي إلى إنجلترا. قابلت أمرأة طيبة تسمى "ماري بورتون" و تزوجنا في وقت قصير. قررت أن أمكث في إنجلترا مع زوجتي الجديدة لسنوات قليلة, لكن بالرغم من أن مستر بايتس فعل كل ما يستطيع لمساعدتي, لم يكن من السهل الحصول على عمل. و بعدها بعام مات السيد بايتس, و عرفت أن حياتي ستكون ستزداد صعوبة؛ كان لدينا من المال فقط ما يكفينا للعيش.

قلت لماري ذات يوم:" هناك القليل من العمل للجراح في لندن, لكن أصدقائي يخبروني أنه يجب على أن أجد عمل على مركب." فكرت ماري طويلا قبل أن تقول "لا أريدك أن تذهب, لكن إذا كانت هذه هي الطريقة الوحيدة لكسب المال الكافي لنعيش جيدا, فلتذهب إذا".
كان أصدقائي محقون, لأني وجدت بسرعة وظيفة أخرى كجراح على مركب, و سافرت حول العالم لمدة ستة سنوات. و كسبت مالا جيدا, و لأن الجراح لا يحتاجونه كثيرا على المركب فقد كان لدي وقت كثير لنفسي. لم أضيع هذا الوقت, لكني أستخدمته جيدا فقد قرأت الكتب و علمت نفسي التحدث بلغات عدة.
تغيرت حياتي عندما حـصلت على وظيفة على سفينة تسمى "ذا أنتيلوب" أو "الظبي". تركنا إنجـلترا في شهر مايو و كنا في البحـر لمدة حـوالي شهـران عندما واجهة السفينة عـاصفة عنيفة قـذفـت السفينة بعـيدا عن المسار الذي أخترناه.و لم نعرف أين كنا. كان البحر عنيف جدا لدرجة أننا فقدنا بعض من  طاقم السفينة عندما قذفت السفينة فجأة على صخـرة. كان هناك اصطدام فظيع و استطعت أن أفهم أن السفينة في خـطر كبيـر.
قال الكابتن صارخا"نحن على وشك الغرق! أنزلوا في قوارب النجاة."
تسلقت بسرعة على قارب نجاة مع خمسة بحـارة آخرين. و استطعت الهرب, لكن لم يكن الجميع محظوظا جدا؛ شاهدنا برعب "ذا أنتيلوب" و هي تغرق خلفنا. لكن بالرغم من
أننا جدفنا لمسافة ما, إلا أن لم يهدئ البحر. و صدمتنا موجة ضخمة و قذفنا جميعا في الماء.
كان البحر مضطربا و كان من الصعـب على السباحة في ملابـسي الثـقـيلة, لكن عـلى الأقـل لم تـكـن الماء باردة جدا.  نـظـرت حولي و أدرك أني كنت وحيدا. لم أعرف ماذا حـدث للبحارة الآخرين. ربما ماتوا جميعا. كانت الرياح و الأمواج هم من قرروا الاتجاه الذي ذهبت فيه, و في وقت قريب فقدت كل القوة التي في زراعيّ. وعندها اعتقـدت أنني لن أستطيع أن أعوم أكثر من ذلك, لمست قدمي شيء ما صلب, لقـد كنت وصلت إلى الأرض. و أخـيرا عندما مشيـت إلى الشاطئ كانت أشعـر بالبرد و مبتـل و منهك. نظـرت حولي, لكن لم يكن هناك بيوت أو ناس. لذا وجدت بعض العشب الناعم فرقدت عليه و رحت في نوم طويل.
عندما استيقظت كان الوقت في الصباح الباكر, و كانت الشمس تبدأ في أن تشرق. حاولت الوقوف, لكن هذا كان مستحيلا. فأدركت أن زراعي و رجلي شعري كان مربوطا بشكل ما في الأرض. كان هناك حبال رفيعة مربوطة حول جسمي و رقبتي, وجدت أنني أستطيع فقط أن أنظر لإلى السماء الصافية فوقي.
سمعت بعض الضوضاء و شعرت بشيء ما يتسلق على رجلي اليسرى. و تحرك على جسمي حتى أصبح قريب من رأسي. عندها فقط استطعت أن أرى ماذا كان
لقد كان بشر, و لكن بشر طوله فقط حوالي خمسة عشر سنتيمتر. و كان يحمل قوس و سهم. و بعدها أدرك أنه كان هناك أربعون رجل آخرون من نفس الحجم حولي في كل مكان. كلهم كانوا متشابهون, و يحمل كل منهم قوس و سهم صغير جدا.
صرخت فيهم:"من أنتم و ماذا تفعلون بي ؟" عندما سمعوا صوتي ظهر على الرجال الصغار القلق و ابتعدوا عني, لذلك حاولت أن أقف مرة أخرى. تقطعت بعض الحبال الآن و استطعت أن أحرك زراعي الأيسر.
صرخ الرجال الصغار بشيء ما بلغة غريبة, و شعرت بمئات الأسهم تصيبني. معظم الأسهم أصابت ملابسي السميكة و لم أشعر بشيء, و لكن بعضهم لصق في يدي اليسرى. كانت السهام صغيرة جدا, لكن الكثير جدا منها كان يؤلم.
صرخت قائلا:"هلا توقفتم عن ذلك رجاءً؟" لكن عندما أستمروا في إطلاق السهام, نمت بهدوء على الأرض و قررت أن لا أتحرك أو أقول أي شيء. لو أنتظرت حتى الليل, كنت أعتقد أني أستطيع أستخدام يدي اليسرى لفك الحبال الأخرى و أهرب في الظلام.
ربما لأن الرجال الصغار رأوني لا أحاول الهرب أصبحوا هادئين. و فيما بعد أصبحوا أكثر ثقة و بعد حوالي الساعة, سمعت خشب يقطع بجواري. فخمنت أنهم كانوا يبنون شيء ما. ثم قطعت الحبال حول رقبتي و أخيرا استطعت أن أرفع رأسي. رأيت رجلا يقف على منصة خشبية و التي بنوه أمام رأسي. كان الرجل يرتدي ملابس يبدو عليها الأهمية, و يقف خادم على كل جانب منه. نظر إلي و بدأ يلقي خطابا لكني لم أفهم أي شيء مما قاله. لكني خمنت من تعبيراته و أرتفاع و أنخفاض صوته أنه تحدث بمزيج من التهديدات و الوعود.
عندما أنهي الرجل خطابه, حاولت أن أتحدث معه بالإنجليزية. "أسمي ليمويل جلفر و جئت من إنجلترا. و فقدت سفينتي في عاصفة. و لهذا السبب أنا هنا. أنت لست في حاجة لربطي, لأني لن أؤذي أي شخص. ربما تستطيع أعطائي بعض الطعام و الشراب."
عرفت من تعبيراته أنه لم يفهمني أيضا. لذلك أشرت إلى فمي لأريه أنني كنت جائع و ظمآن.
قال الرجل شيء ما لخدامه. و لاحظت أن بعض الرجال الصغار ذهبوا, و عادوا بعد وقت قصير و معهم الكثير من سلات الطعام و صهاريج صغيرة من الماء. و وضعوا سلالم على كتفي و صعدوا بالسلات و الصهاريج إلى فمي. لم يصدقوا الكمية التي شربتها و أكلتها, و لكن كان يبدوا عليهم السعادة. أعتقد أن الرجال الصغار أدركوا أنهم يمكنهم الوثوق بي. و أنا , و طعامهم في بطني, شعرت بأنني أستطيع أن أثق بهم.
قلت لهم عندما أنتهيت من الأكل"شكرا لكم". ابتسم الرجال الصغار و أومئوا بأيديهم.    
وصل رجل آخر و كان واضح من ملابسه أنه كان رجل مهم. أنحني له الرجال الآخرون و من ملابسه فهمت أنه ملك بلدهم التي عرفت فيما بعد أن أسمها "ليليبوت". تحدث إلى أيضا من المنصة الخشبية و أنتظرت بصبر حتى أنهى كلامه
قلت له "سعيد برأيتك يا سيدي, لكن من فضلت, هل يمكنك أطلاق سراحي؟". أنا أعرف أننا لمنستطيع أن نتحدث نفس اللغة, إلا أننا نجحنا في أن  نتواصل معا باستخدام إشارات الأيدي.لذا فهمت أنه رفض طلبي في أن أكون حرا و لكنه قال أنه ليس على أن أقلق. و أشار و قال شيء ما عن نقلي إلى مكان ما.
يقـف الآن حـولي مئات من الرجـال الصغـار جـدا, و التـقطـوني ببـطئ و وضعـوني على آلة غـريـبة بـها الكثيـر من العـجلات. أكتشفت فيما بعد أن الناس في هذه البلد مهندسون عظام و قد  صمـموا هذه الآلة لتحـمل الأشجار الثـقيلة و تسحـبها الكـثير من الخـيول لونها أبيض في أسود, كل حـصان طوله حوالي أحدى عشر سنتيمتر.  أدركت أنهم يريدون أخذي إلى عاصمة دولتهم. قبل أن نغادر صب بعض الرجال نوع من الدواء على الجروح التي أصابتها السهام من قبل في يدي. و في الحال شعرت بتحسن كبير للجروح.
كانت المدينة تبعد حوالي كيلومتر. لكن الآلة استغرقت طوال الليل حتى تحملني إلى هناك. و لأنهم وضعوا نوع من الدواء في طعامي ليجعلني أنام فقد نمت معظم الرحلة, استيقظت فقط عندما قرر أحد الجنود أن يضع سارية في أنفي ليرى ما قد يحدث. و هرب مسرعا عندما استيقظت وعطست .
استيقظت في اليوم التالي لأجد أن الآلة حملتني إلى منطقة قريبة من بوابات المدينة. وقفت الخيول خارج مبنى اكتشفت فيما بعد أنه معبد قديم و الأوسع في هذه البلد. لا يوجد من يستخدم هذا المبنى الآن, لذا قرر الملك أنني يجب أن أبقى هناك. المبنى له حديقة صغيرة حوله و التي يمكنك الدخول إليها من بوابتان, كل منها أطول من المتر بقليل. لم يشاء الملك أن أهرب, لذا طلب من بعض الرجال أن يربطوا رجلي إلى البوابات بسلاسل حديدية.
كان يوجد في مقابل منزلي الجديد برج ارتـفاعه حوالي المترين. ذهـب الملك إلى قمة هذا البرج مع رجاله ليستطيعـوا مشاهدتي, كما تشاهد أنت حيوان في حديقة الحيوان, بالرغم من أني لم أستطع رأيتهم.
خلال الأيام القليلة التالية, خرج مئات من الناس من بوابات المدينة لرؤيتي نائما على الآلة الغـريبة بجوار منزلي الجديد. في البداية استخـدموا السلالم ليحاولوا التسلق على جسدي, و لكن الملك قال أن هذا غير مسموح به.
عندما أدرك الجنود أنني لن استطيع الهرب بسبب رجلي المقيدة إلى البوابات, قطعوا الحبال التي كانت تربطني بالآلة. ساعتها استطعت أن أقف, بالرغم من أن السلاسل في قدمي أوقفتني من الذهاب بعيدا, إلا أنني استطعت أن قليلا حول المبنى الخالي, و في الليل استطعت أن أنام على الأرض الصلبة لمنزلي الجديد.
في اليوم التالي قمت و نظرت إلى الأرض حول المدينة. كان منظر جميلا ذكرني برسم في كتب الأطفال. كان هناك الكثير من الحقول و الغابات.كانت الحقول في حجم حدائق صغيرة, و الأشجار كانت لا تزيد عن مترين في الطول. راقبت بعض الرجال وصلوا و معهم عربات صغيرة كانوا يدفعونها باتجاهي, على عجلات خشبية. كل عربة تحمل الطعام و الشراب, و تركوا العربات عند نقطة استطيع المشي لها قبل أن توقفني السلاسل. أفرغت عشرون من تلك لعربات للإفطار. لم أعرف ماذا كان الطعام, و لكن طعمه كان جميلا.
بينما كنت آكل أدركت أن الملك كان يشاهدني مع خدمه و بعض عائلته. كان عمره حوالي 28 عاما, و كان طويلا مقارنتا بالناس الآخرون, و زراعيه كانا قويان و وجهه وسيما. كانت ملابسه مثل ما يرتديه الملوك في دول أوربا. تحدث إلى مرة أخرى بصوت عالي جدا.
فأجبته قائلا:"فلتعذرني جلالتك, لكني لا أفهم ما تقوله لي". حاولت أن أجيبه بكل اللغات التي عرفتها: الفرنسية, و الأسبانية, و الصينية, و العربية لكنه لم يفهم شيئا.