تحميل رواية رحلات جليفر
الجزء الأول
الجزء الثاني
بعدما غدر الملك بدأ يصل الناس من المدينة لينظروا إلى مرة أخرى. بعض الناس الشجعان حاولوا التسلق على جسمي, لكن الحراس أوقفوهم.
ذات صباح بينما كنت أجلس بجانب باب منزلي الجديد أشاهد الناس الصغار الذين أتوا لكي ليروني؛ أقترب ستة منهم و معهم سهام و أقواس. و بدأوا في ألفاء السهام على , و أحد السهام أصاب عيني تقريبا.
صرخت فيهم"هذا ليس مضحكا, توقفوا فورا".
و بمجرد رأيتي غاضبا, قبض الحراس سريعا على الستة أشخاص الذين حاولوا فعل هذا. ربطوا أيديهم معا و دفعوهم نحوي. معتقدين أني ربما أستطيع معاقبتهم. و ظهر عليهم القلق الشديد.
سألتهم و أنا ألتقطهم كلا على حدة:" لماذا صوبتم على إذا؟"
قلت لهم "أنتم الخمسة يمكنكم الأنتظار هنا, في جيبي" و مسكت السادس في يدي. نظرت إليه بأهتمام.
قلت له ضاحكا "أنت صغير جدا و ضعيف" أخذت سكينا و قربته ليدي الرجل
ثم قلت "أنت تعتقد أني سآكلك, أليس كذلك" كان الرجل و الحراس يبدوا عليهم الرعب.
أمسكت بالرجل الذي أطلق السهام و شعرت بأصدقائه الخمسة يتحركون في جيبي. أخذت السكين وحركته باتجاه الرجل في يدي. كان مرعوب جدا. لكن خوفه تبدل إلى دهشة عندما أستخدمت السكين لأقطع الحبال التي كانت تربط يديه معا.
قلت له و أنا أضعه على الأرض "هيا أذهب. يريد ملكك أن يحافظ على مربوطا, لكني لا أمانع من تركك حرا.
. ثم أخذت أصدقائه الخمسة من جيبي و وضعتهم بجوار الرجل الأول.
و قلت لهم "يمكنكم جميعا الذهاب" و ضحكت عندما هربوا جميعا بسرعة و هم يصيحون.
اكتشفت فيما بعد أن الحراس أخبروا الملك بعطفي نحو الرجال الذين حاولوا إيذائي, و اعتقدت أن هذا ساعد في موقفي .قرر الملك أن يصنع لي سريرا. لقد طلب من بعض العمال أن يثبتوا لي 600 سرير معا ليصنعوا لي سرير أستطيع النوم عليه, و بذلك أصبحت الليالي أكثر راحة.
خلال الأسابيع القليلة التالية, أتي الناس من كل الأرض ليروني. فأصبح الملك قلقا لأن القرى أصبحت خاوية لأنه لا يوجد أناس كافية ليعملوا في الحقول. لذا وضع الملك قانون يقول أنه لا يستطيع احد أن يراني دون أن يحصل على تصريح , و كان على الناس الدفع من أجله.
بعدها اكتشفت أن الملك لديه قلق أخر نحوي. لقد أجتمع كثيرا بمستشاريه لكي يسألهم ماذا قد يحدث إن هربت. و المستشارون كانوا أيضا قلقين لأني أحتاج إلى الكثير من الطعام و الشراب و هم كانوا غير متأكدين أنهم يستطيعوا تحمل نفقات الحفاظ على. و نتيجة لهذا, قرروا أن كل الناس التي تعيش بجانب المدينة عليهم أمدادهم بستون بقرة و أربعون خروف و خبز و فاكهة كل صباح ليساعدوا في إطعامي. و قال الملك أن 600 شخص سيدفع لهم لكي يعتنوا بي و أنهم يمكنهم العيش في خيام بالقرب من منزلي. و ثلاث مئة رجل آخرون سيدفع لهم من أجل أن يوظفوا لصنع ملابسي. و ستة من أفضل مستشاري الملك سيصبحون أساتذتي لتعليمي لغتهم.
كنت دائما جيدا في اللغات, في خلال ثلاثة أسابيع كنت قد بدأت بالفعل أن أتحدث لغتهم بشكل جيد تماما. كان الملك يزورني باستمرار و كان سعيدا بالتحدث إلى و مساعدتي أن أتعلم أكثر.
عندما أدركت أن الملك يمكنه فهمي, كنت سعيدا جدا للتحدث معه و أخباره عن أفكاري.
طلبت منه ذات يوم و هو خارج منزلي "سموك, أنا لن أؤذي شعبك, لذا فضلا, هل يمكنك أطلاق سراحي.
فأجاب الملك "أرى أنك لست رجل عنيف, لكن هذا سيأخذ وقتا. عليك أن تكون صبورا. قبل كل هذا, عليك أن تسمح لأثنين من جنودي لكي يفتشوا ملابسك بحثا عن أية أسلحة من الممكن أن تكون خطرا علينا".
قلت له "سأكون سعيدا أن تم تفتيشي".
فأكمل الملك قائلا: "حسنا, سنحتفظ بما نجده في جيبك, لكني أعدك أننا سنعيد إليك أشيائك عندما تغادربلدنا, أو أننا سندفع ثم أي شيء لا نعيده لك.
فقلت: "جيد جدا".
نادى الملك على أثنين من جنوده و طلب منهم أن يفتشوني. ألتقطت أثنين منهم و وضعتهم أولا في جيب معطفي ثم في جيوبي الأخرى. دوّن الجنود كل ما رأوه: منديل, خطاب لزوجتي, مشط, ساعة, محفظة, مسدسان و سيفي. كانت تلك أشياء عادية يحملها أي مسافر, لكن لهؤلاء الرجال الصغار بدا أنها أشياء مدهشة.
عرضوا القائمة على الملك. كان يدبوا على الملك السعادة, بالرغم من أنه لم يدرك أن الجنود لم يجدوا زوج من النظارات و بعض الأشياء الأخرى التي كنت قد أخفيتها في جيب سري.
عندما قرأ الملك أنني كان معي سيفا و بعض المسدسات, طلب مني أن أريهم له. و مع ذلك بمجرد أن ألتقط سيفي, صعق رجال الملك بسبب حجمه و صرخوا من الدهشة.
قال الملك بشجاعة: "يبدو سيفك خطير للغاية. فضلا ضعه أرضا". و هذا ما فعلته قبل أن أريه المسدسان.
سألني الملك "ما هذه الأشياء؟"
قلت له " سوف أريك, لا تقلق. سوف يصنعون ضجيجا عاليا".
أطلقت النار من المسدسين في الهواء. جعلت الضوضاء جنوده يقعون أرضا من الخوف, حتى الملك الشجاع بدا عليه التوتر. ثم وضعتهم على الأرض بجانب سيفي. و قلت "ها هما مسدساي, لكن رجاءً كن حذا منهم".
في النهاية عرضت على الملك ساعتي و التي أربكته كثيرا.
سأل الملك "فيما تستخدم هذه الآلة الغريبة؟ و لماذا تصنع ضوضاء مستمرة؟"
حاولت أن أشرح أنها تستخدم في قياس الزمن. طلب الملك من جنوده أن تأخذ هذه الأشياء إلى قصره حيث يستطيع خبراءه فحصهم.
فهم الناس أنني لست شخص خطيرا, و الناس الذين كانوا يأتون إلى لكي يروني لم يعودوا خائفين مني. أحيانا كنت ارقد و أدع خمسة أو ستة أشخاص يتسلقون لكي يرقصوا في يدي. الأولاد أيضا كانوا يلعبون حولي.
بدأت أن أتمنى أن يطلق سراحي قريبا و فعلت كل شيء يسعد الملك. بدا أن هذا الأمر ناجحا, لأن الملك في وقت قريب دعاني لبعض الأحداث الهامة. أولا, دعيت لمشاهدة بعض أفضل الرياضيون في الدولة. مسك رجلان ناهيات قضيب طويل و الرياضيون تبادلوا الأدوار في القفز فوق القضيب. و بعد كل قفزة ناجحة, كان يوضع القضيب في مكان أعلى. الشخص الذي قفز أعلى أعطاه الملك شريط ملون أزرق, الشخص الذي كان الثاني حصل على شريط أحمر, و الشخص الذي كان الثالث حصل على شريط أخضر. كان الفائزون فخورين جدا بهذه الأشرطة و كنت أحيانا أراهم و هم يعلقونها على ملابسهم العادية و هم يمشون في المدينة.
عندما وقفت, قال الملك أنني أطول من أعلى البوابات في المدينة. لذا في يوم آخر, أمر الملك ثلاثة آلاف من جنوده أن يركبوا خيولهم في صف بين رجليّ بينما أقف بدون حركة, لكي يريني كم كان جيشه كبيرا.أراد الملك أن يريني جنوده كم كانوا مهرة في ركوب الخيل أيضا. لذا طلب مني أن أمسك زراعي أعلى بسنتيمترات قليلة من الأرض, و أخذ الجنود أدوارهم ليقفزوا من فوقه. الناس الذين شاهدوا ذلك أحبوه و صفقوا جميعا.
كنت قد طلبت من الملك كل يوم تقريبا أن يطلق سراحي, و مع ذلك كان للملك مستشارا أسمه "سكيرش بولجولام " الذي لم يحبني ولم يثق بي و فعل كل ما يستطيع لكي لا أكون حرا. عندما أقترح مستشاري الملك أن حريتي شيء ممكن, وافق "سكيرش بولجولام" فقط إذا قطعت على نفسي عددا من الوعود. تلك الوعود التي قرأها علي بصوت هام:
"يجب أن تعد بألا تدخل المدينة إلا إذا طلب منك ذلك, و إذا دخلت يجب أن نحذر الناس بأنك قادم من أجل أمانهم. و يجب أن تعد بألا تدوس على أي من الناس في "ليليبوت" أو أن تلتقطهم بدون أذنهم. يجب أن تمشي في
الطرق و ألا تنام في الحقول حتى لا تدمر محاصيلنا. يجب أن تعد بألا تغادر البلد بدون تصريح. و أخيرا, يجب أن تعد بأن تحارب من أجل الملك إذا كان هناك حرب مع البلد التي بجوارنا "بليفوسكو".
وافقت على كل هذا بسعادة و أخيرا فكت القيود التي كانت حول رجلي. و في النهاية كنت حرا.
عندما رأيت الملك, انحنيت له لأريه
قلت للملك "أريد أن أشكر سموك على إزالة السلاسل".
قال الملك " على الرحب و السعة, أنا متأكد أنك ستكون خادما مفيدا لي و تثبت أنني كنت محقا في أطعامك و أعطائك ملابس".
قلت "أعدك بأني سأبذل قصارى جهدي لكن ربما تستطيع أيضا أن تفعل شيء لي. هل يمكنني أن أزور عاصمتك العظيمة "ميلدنو"؟
قال الملك "نعم أوافق على هذا. لكن عليك أن تكون حذرا حتى لا تدمر أي من المباني أو تأذي أي من الناس"
و بعد موافقتي على نطالبه, أمر الملك رجاله أن يضعوا إنذار يحذر الناس من زيارتي و أخبرهم أن يبقى جميعا بداخل بيوتهم.
خطوت فوق البوابة الغربية للمدينة و مشيت ببطء في الشارع الرئيسي بالمدينة. كان علي أن أكون حذرا ألا يدمر معطفي أسطح المنازل الصغيرة و التي كانت كلها مكونة من أربع إلى خمس طوابق. كانت مدينة منشغلة و مزدحمة و بها العديد من المحلات و الأسواق الصغيرة, و في وسط المدينة كان يقف واحد من أوسع مبانيها و هو قصر الملك. خطوت من فوق السور حول قصر الملك في ساحة كبيرة و مفتوحة حتى أنظر إلى المبنى الجميل, و الذي كان أرتفاعه حوالي مترين. أرادني الملك أن أرى ما بالداخل, لكني لم أستطع أن أتسلق فوق أسوار القصر داخل الساحة المركزية بدون تدميرهم, و النوافذ في هذا الجزء من القصر كانت صغيرة جدا لأرى منهم الداخل.
لذلك زرت حديقة الملك, و التي كانت بالجوار, و قطعت بعض من أكبر الأشجار التي وجدتها.و أستخدمت السكين لكي أصنع منهم عتبتان خشبيتان. و حملتهم عائدا إلى القصر. و وقفت على أحداهما و مررت الثانية إلى سقف القصر. و كنت قادرا على أن أخطو فوق القصر بدون تدمير أي من الأسوار, و كنت الآن بداخل ميدان مركزي صغير. أستطعت أن أرقد و أنظر بداخل النوافذ الأكبر للقصر و أ، أرى غرف الملك. كنت سعيدا جدا أن أرى الأثاث الجميل و خدام الملك في وقت العمل. كانت الملكة أيضا هناك. و قد لوحت إليّ بابتسامة.
بعد أسبوعين من أستكشافي للعاصمة, زارني "ريلدرسال" وهو موظف مهم يعمل لدى الملك
قال لي "لدي شيء مهم أخبرك به".
فأجبته "حسنا, هل تحب أن أرقد لكي تيتطيع أن تحدثني بسهولة؟"
فقال "ربما من الأسهل أن أقف في يدك بدلا من هذا؟" لذلك ألتقطه و بدأ أن يخبرني بأخر الأخبار.
قال:" أننا جميعا سعداء بأنك حر الآن, لكن هذا بسبب الموقف الصعب في ليليبوت. أنت ترى أن هناك مشكلتان في بلدنا في هذا الوقت. المشكلة الأولى داخل البلد, كان هناك جدال كبير بين المجموعتان السياسيتان الرئيسيتان. مجموعة تسمى "التراميكسان" تعتقد أن الناس يجب أن يرتدوا نعال بكعوب عالية لأن هذه هي التقاليد في البلد. و المجموعة الأخرى تسمى "السلاميكسان" تعتقد أن الناس يجب أن يرتدوا نعال بكعوب منخفضة لأن هذه هي الحداثة. الملك يريد أن يرتدي كعوب منخفضة, و أخبر كل رجاله أن يفعلوا مثله, بالرغم من أن أبنه الأمير يحب أن يرتدي كعوب عالية."
فسألته: "إذا, ماذا حدث؟"
قال: "حسنا, الآن المجموعتان السياسيتان ترفضان أن يتحدثا معا. هناك أناس أكثر في مجموعة " التراميكسان", لكن مجموعة الملك "السلاميكسان" هي الأقوى.
فقلت له "فهمت"
و أستمر "ريلدرسال" قائلا: "المشكلة الأخرى خارج البلد. الملك قلق ليليبوت سوف تهاجم من قبل أعدائنا من "بليفوسكو". هذه الجزيرة في نفس كبر و قوة ليليبوت ,و الدولتان يحاربان بعضهما الأخر من سنوات عدة.
. ثم شرح لماذا بدأت الحرب."الطريقة التقليدية في أن تكسر بيضة قبل أكلها في ليليبوت هي أن تكسرها من النهاية الكبيرة. مع ذلك, جد الملك, عندما كان صبي, جرح أصبعه عند فتح بيضة بهذه الطريقة. لذلك قدم قانون يقول أن على الجميع أن يكسر البيض من الطرف الأصغر. و الناس التي تكسر البيضة من الطرف الأكبر سيعاقبون."