<
تعريف ابن خلدون ,علم الاجتماع ,علم الكلام , علم الفقه
ابن خلدون
نظريَّته الاجتماعيّة
مقدمة:
حياته: هو عبد الرحمن بن خلدون الأندلسي ينحدر من أسرة عربية، وُلد في تونس
وانتقل إلى فاس وأقام في غرناطة ومات في مصر بعد أن تفرّغ للبحث العلمي .
ألَّفَ كتابه الشهير (العِبَر وديوان المبتدأ والخبر في معرفة أيام العرب والعجم والبربر ومَن عاصرَهم من ذوي السلطان الأكبر) وعُرفت منه المقدّمة الشهيرة. ويُعتبر واضع أسس علم العمران والذي يُسمّى اليوم بعلم الاجتماع ، وله نَفَس كبير في هذا العلم وعلم التاريخ.
صلب: تُقسَم نظرية ابن خلدون الاجتماعية إلى قسمين:
أوّلاً أسباب نشوء المجتمع:
1ـ الحاجات المادية: هي الحاجات الضروريّة أي الغذاء والكساء والمسكن، فقد خلق الله الإنسان على صورة لا تستقيم حياته إلاَّ بإشباع هذه الحاجات ، والفرد يعجز عن تأمين هذه الحاجات فلابدّ من اجتماع عدد من الناس والتعاون فيما بينهم لتحصيل هذه الحاجات.
2ـ تقسيم العمل: أي التخصّص لأنّ حاجة الناس إلى الأدوات تفرض هذا التقسيم، فهذا يعمل بالفلاحة والثاني في الصناعة أو التجارة ...
3ـ الدّولة: مصالح الأفراد متناقضة فلابدّ من مصدر يحقّق التوازن، وهنا يأتي دور الدولة لتحقيق السّلم عند الأفراد.
ـ إنّ الجماعة عند ابن خلدون تختلف عن الجماعة السياسية عند أرسطو وتختلف عن الجماعة الفاضلة عند الفارابي.
ثانياً: التطوّر الاجتماعي:
ـ إنَّ ابن خلدون أوّل مَن درس مراحل التطور الاجتماعي؛ لأنّه بيّن كيف ينتقل المجتمع من حالة معيشيّة إلى حالة أكثر تقدّماً.
ـ إنّ سبب اختلاف الناس في أسلوب العيش هو اختلافهم في طريقة تحصيل الأرزاق.
ـ إنّ الجماعة دائماً تبدأ بما هو ضروري ثم ينتقل إلى الكمالي.
ـ المجتمعات برأي ابن خلدون تمرُّ بمرحلتَين:
أ ـ حالة العمران البدوي أي الرّعي.
ب ـ حالة العمران الحضَري أي الزراعة والصناعة .
ـ المجتمعات برأي ابن خلدون تتطوّر بشكل صاعد أي من المراحل الدنيا إلى العليا.
ـ المجتمعات برأي ابن خلدون ليست ثابتة بل متغيّرة.
ـ طريقة تحصيل الرزق هي المُحرِّك الذي يدفع المجتمع إلى الأمام .
ـ ابن خلدون أوّل مَن صاغ نظرية في علم الاجتماع تعتمد على إنتاج الحاجات المادية الضروريّة والكمالية.
ـ ابن خلدون أوّل مَن ربط تطوّر المجتمع بطرق الإنتاج وأوّل مَن فَهِمَ قوانينَ التطوّر الاجتماعي.
خاتمة: نستنتج مما سبق: أنّ ابن خلدون هو المؤسس الفعلي لعلم الاجتماع وصاحب فضل كبير على العلوم الاجتماعية في التاريخ الحديث والمعاصر.
ابـــــــــن خـلـــــدون
الـــدّولـــة
قيام الدّولة:
أسباب قيام الدولة:
السبب الأوّل: حفظ أمن المجتمع:
لكي يتكاثر الناس ويتمكّنوا من العيش والإنتاج لابدّ من السلام بين الأفراد والمجتمع، ولهذا السبب أودع الله في الإنسان الميل إلى المجتمع.
السبب الثاني: عصبيّة العشيرة: للاجتماع البشري شكلان:
أ ـ الشّكل البدوي : هو الأصل في كلّ أمّة، ومنه تنشأ الدّول عندما تهجر البادية وتستقرّ العشائر في المدينة.
ب ـ الشّكل الحضري: غاية أيّ مجتمع هو التحضُّر أي الانتقال من الشّكل البدوي إلى الحضري، ولم يشهد التاريخ إلاّ قلّة تراجعت نحو البداوة.
أجيال الدّولة: كلّ عصبة أو دولة عند ابن خلدون تعيش أربعة أجيال: (ينبغي تعداد الأجيال بالترتيب)
1ـ الجيل الأوّل: مُشبَع بالعصبيّة والشّجاعة والتّقشّف والزُّهد والنشاط....
2ـ الجيل الثاني: رُبِّيَ على يد الجيل الأوّل فاحتفظ ببعض مزاياه لكن فقدَ بعضها الآخر.
3ـ الجيل الثالث: رُبِّيَ على النّعيم والتّرف وشُغِلَ بالملذّات وظنّ أنّ الأمور وصلت إليه دون مشقّة.
4ـ الجيل الرابع: ضعيفٌ ضعفاً مطلقاً، مُتفسِّخٌ مُنحلٌّ في شخصيّته وبه تزول الدولة ؛ بسبب زوال معنى العصبيّة وعندما تبلغ الأمور هذا الحدّ لا ينفع أيّ جهد في إعادة الشباب للدولة فتنهار لأنّ القوانين الاجتماعية لابدّ وأن تفعل فعلها.
القوانين الناظمة للدولة عند ابن خلدون:
أوّلاً: قانون التخلّص من الأعوان الأصليين والميل إلى الحكم الفردي:
من طبيعة الملك الميل إلى الاستبداد والانفراد بالحكم حيث يكون الحكم في البداية جماعيّاً والرئيس واحد من الجماعة، لكن بعد النصر يبدأ في التضييق على أعوانه للتخلّص منهم ثم يصطنع أعواناً آخرين هم أقرب إلى الخدم.
ثانياً: قانون الانتقال من البداوة إلى التحضّر:
إنّ العشيرة الظافرة تنتقل إلى المدينة لتستقرّ فيبدأ التحضّر ويكثُر المال فتميل النفوس نحو التّرف والملذّات والنّعيم ، فَترقُّ الطّباع وينسى الإنسان الخشونة والتّقشّف ويبحث عن المتعة في كلّ شيء. هذا الأمر يؤدي إلى إضعاف الهِمَم والرّاحة والجشع والملذات والفسوق فتزول العصبيّة مما يُؤذن بزوال الدولة.
ثالثاً: قانون الحاجة المتزايدة إلى المال:
بسبب التّرف ووجود الأعوان المرتزقة محلّ الأعوان الأصليين تتفجّر حاجة الدولة إلى المال، وهنا تزداد الضرائب وتصادَر أموال الرعيّة وتدخل الدولة إلى السوق بائعة شارية وتفرض على الناس التعامل معها.
رابعاً: قانون الانتقال من البساطة إلى التعقيد:
نتيجة اتّساع أعمال الدولة تتّسع الإدارات وتحتاج أصحاب الكفاءات لإدارة الأجهزة لكن قلّما تحصل على الكفء الأمين، ولقد قدّم ابن خلدون فضيلة الكفاءة على فضيلة الأمانة.
أطوار الدولة عند ابن خلدون: (ينبغي تعداد الأطوار بالترتيب)
1ـ طور الظّفر بالبغية، وهنا تكون الأمور شراكة بين الملك وعصبيّته أي جماعته.
2ـ طور الاستبداد والانفراد بالحكم وتصفية الشّركاء.
3ـ طور التّفرّغ بالبناء والعمران والتنظيم والتفاخر بالمنشآت.
4ـ طور التّقليد حيث يُقلِّد الملوك أسلافهم.
5ـ طور الموادعة والمسالمة أي الضّعف والعجز عن ردّ العدوان أو المُنشقّ، وهنا تبدأ الدولة بالزوال.
ـ من أهمّ علامات نهاية الدّول التجزئة وضعف قبضة الدولة على الأطراف حيث تقوم دولة مجاورة فتيّة قويّة بالإجهاز على الدّولة المتداعية أو تنتظر حكم القدر فيها فهي ستسقط لا محالة.
فلسفة التاريخ عند ابن خلدون
مقدمة: حياة ابن خلدون/ أو هذه المقدمة: ((لقد عرّف ابن خلدون التّاريخ في مقدّمته الشهيرة بأنه خبر عن الاجتماع الإنساني وما يعرض له من الأحوال والملك والدّول والكسب والعلوم والصّنائع)).
الصلب: إنّ فلسفة التاريخ عند ابن خلدون تستند إلى النقاط التالية :
ـ ابن خلدون يشهد بعلم التاريخ وفضله حتى أدخله ضمن علوم الحكمة؛ لأنّه يقوم على التفكير الدّقيق والبحث العميق.
ـ علم التاريخ برأيه ضروريّ لمن يفكّر في شؤون المجتمع الإنساني.
ـ ابن خلدون يُعيب على بعض علماء التاريخ لأنّهم ادّعوه ولم يفهموه ولم يُدركوا مقاصده.
ـ المؤرِّخ يجب أن يكون على حذَر عند نقل الأخبار للأسباب التالية:(إمّا سؤال حفظي أو موضوع مشترك مع قواعد تقويم الخبر في المنطق)
أ ـ لأنّ الوضع والتشويه واسع في النفس الإنسانيّة وهذه النفس سهلة الانخداع لضعفها، فالوضع في الأخبار الكاذبة سببه تبرير سلوك معوجّ أو التمذهب أو التقرّب إلى الحكّام ليُدافع عن السلطان.
ب ـ إنّ نفوس الناس تصدِّق نتيجة المحاكاة والتقليد لأنّ الغالبية العظمى تجهل التحقيق التاريخي كما تجهل القوانين الاجتماعية والتفريق بين المعقول واللامعقول.
ج ـ النّفس مولعة بكلّ عجيب وغريب فيجب عدم الثّقة بالناقلين خاصّة مَن يلجأ إلى التّجريح.
ـ لهذا يعتمد ابن خلدون منهجاً في تقويم التاريخ يقوم على :
1ـ العودة إلى الرّاوي الثقة. 2ـ الموازنة بين الأخبار. 3ـ قياس الأخبار على بعضها. 4ـ العلم بالقوانين الاجتماعيّة.
(ملاحظة: إذا جاء الموضوع مشتركاً مع المنطق فهذا يكفي، أمّا إذا لم يأتِ مشتركاً فنكمل ما تبقّى)
ـ يجب النظر إلى أنّ علم الاجتماع وسيلة من وسائل تحقيق التاريخ.
ـ ابن خلدون يعطي أهميّة كبرى لمبدأ السّببيّة أي لكلّ حادثة تاريخيّة أسبابها.
ـ يجب التأكّد من صحّة الأخبار وصدق الرّاوي، فالخبر قبل راويه.
الخاتمة: نستنتج ممّا سبق أنّ ابن خلدون واضع فلسفة علم التاريخ وأصول تحقيق الحوادث والنظر في أسبابها كما أنّه أوّل مَن وضع قوانين المجتمع وقوانين تصحيح الأخبار وتقويمها، فجعل من التاريخ علماً.
ابن خلدون
نظريَّته الاجتماعيّة
مقدمة:
حياته: هو عبد الرحمن بن خلدون الأندلسي ينحدر من أسرة عربية، وُلد في تونس
وانتقل إلى فاس وأقام في غرناطة ومات في مصر بعد أن تفرّغ للبحث العلمي .
ألَّفَ كتابه الشهير (العِبَر وديوان المبتدأ والخبر في معرفة أيام العرب والعجم والبربر ومَن عاصرَهم من ذوي السلطان الأكبر) وعُرفت منه المقدّمة الشهيرة. ويُعتبر واضع أسس علم العمران والذي يُسمّى اليوم بعلم الاجتماع ، وله نَفَس كبير في هذا العلم وعلم التاريخ.
صلب: تُقسَم نظرية ابن خلدون الاجتماعية إلى قسمين:
أوّلاً أسباب نشوء المجتمع:
1ـ الحاجات المادية: هي الحاجات الضروريّة أي الغذاء والكساء والمسكن، فقد خلق الله الإنسان على صورة لا تستقيم حياته إلاَّ بإشباع هذه الحاجات ، والفرد يعجز عن تأمين هذه الحاجات فلابدّ من اجتماع عدد من الناس والتعاون فيما بينهم لتحصيل هذه الحاجات.
2ـ تقسيم العمل: أي التخصّص لأنّ حاجة الناس إلى الأدوات تفرض هذا التقسيم، فهذا يعمل بالفلاحة والثاني في الصناعة أو التجارة ...
3ـ الدّولة: مصالح الأفراد متناقضة فلابدّ من مصدر يحقّق التوازن، وهنا يأتي دور الدولة لتحقيق السّلم عند الأفراد.
ـ إنّ الجماعة عند ابن خلدون تختلف عن الجماعة السياسية عند أرسطو وتختلف عن الجماعة الفاضلة عند الفارابي.
ثانياً: التطوّر الاجتماعي:
ـ إنَّ ابن خلدون أوّل مَن درس مراحل التطور الاجتماعي؛ لأنّه بيّن كيف ينتقل المجتمع من حالة معيشيّة إلى حالة أكثر تقدّماً.
ـ إنّ سبب اختلاف الناس في أسلوب العيش هو اختلافهم في طريقة تحصيل الأرزاق.
ـ إنّ الجماعة دائماً تبدأ بما هو ضروري ثم ينتقل إلى الكمالي.
ـ المجتمعات برأي ابن خلدون تمرُّ بمرحلتَين:
أ ـ حالة العمران البدوي أي الرّعي.
ب ـ حالة العمران الحضَري أي الزراعة والصناعة .
ـ المجتمعات برأي ابن خلدون تتطوّر بشكل صاعد أي من المراحل الدنيا إلى العليا.
ـ المجتمعات برأي ابن خلدون ليست ثابتة بل متغيّرة.
ـ طريقة تحصيل الرزق هي المُحرِّك الذي يدفع المجتمع إلى الأمام .
ـ ابن خلدون أوّل مَن صاغ نظرية في علم الاجتماع تعتمد على إنتاج الحاجات المادية الضروريّة والكمالية.
ـ ابن خلدون أوّل مَن ربط تطوّر المجتمع بطرق الإنتاج وأوّل مَن فَهِمَ قوانينَ التطوّر الاجتماعي.
خاتمة: نستنتج مما سبق: أنّ ابن خلدون هو المؤسس الفعلي لعلم الاجتماع وصاحب فضل كبير على العلوم الاجتماعية في التاريخ الحديث والمعاصر.
ابـــــــــن خـلـــــدون
الـــدّولـــة
قيام الدّولة:
أسباب قيام الدولة:
السبب الأوّل: حفظ أمن المجتمع:
لكي يتكاثر الناس ويتمكّنوا من العيش والإنتاج لابدّ من السلام بين الأفراد والمجتمع، ولهذا السبب أودع الله في الإنسان الميل إلى المجتمع.
السبب الثاني: عصبيّة العشيرة: للاجتماع البشري شكلان:
أ ـ الشّكل البدوي : هو الأصل في كلّ أمّة، ومنه تنشأ الدّول عندما تهجر البادية وتستقرّ العشائر في المدينة.
ب ـ الشّكل الحضري: غاية أيّ مجتمع هو التحضُّر أي الانتقال من الشّكل البدوي إلى الحضري، ولم يشهد التاريخ إلاّ قلّة تراجعت نحو البداوة.
أجيال الدّولة: كلّ عصبة أو دولة عند ابن خلدون تعيش أربعة أجيال: (ينبغي تعداد الأجيال بالترتيب)
1ـ الجيل الأوّل: مُشبَع بالعصبيّة والشّجاعة والتّقشّف والزُّهد والنشاط....
2ـ الجيل الثاني: رُبِّيَ على يد الجيل الأوّل فاحتفظ ببعض مزاياه لكن فقدَ بعضها الآخر.
3ـ الجيل الثالث: رُبِّيَ على النّعيم والتّرف وشُغِلَ بالملذّات وظنّ أنّ الأمور وصلت إليه دون مشقّة.
4ـ الجيل الرابع: ضعيفٌ ضعفاً مطلقاً، مُتفسِّخٌ مُنحلٌّ في شخصيّته وبه تزول الدولة ؛ بسبب زوال معنى العصبيّة وعندما تبلغ الأمور هذا الحدّ لا ينفع أيّ جهد في إعادة الشباب للدولة فتنهار لأنّ القوانين الاجتماعية لابدّ وأن تفعل فعلها.
القوانين الناظمة للدولة عند ابن خلدون:
أوّلاً: قانون التخلّص من الأعوان الأصليين والميل إلى الحكم الفردي:
من طبيعة الملك الميل إلى الاستبداد والانفراد بالحكم حيث يكون الحكم في البداية جماعيّاً والرئيس واحد من الجماعة، لكن بعد النصر يبدأ في التضييق على أعوانه للتخلّص منهم ثم يصطنع أعواناً آخرين هم أقرب إلى الخدم.
ثانياً: قانون الانتقال من البداوة إلى التحضّر:
إنّ العشيرة الظافرة تنتقل إلى المدينة لتستقرّ فيبدأ التحضّر ويكثُر المال فتميل النفوس نحو التّرف والملذّات والنّعيم ، فَترقُّ الطّباع وينسى الإنسان الخشونة والتّقشّف ويبحث عن المتعة في كلّ شيء. هذا الأمر يؤدي إلى إضعاف الهِمَم والرّاحة والجشع والملذات والفسوق فتزول العصبيّة مما يُؤذن بزوال الدولة.
ثالثاً: قانون الحاجة المتزايدة إلى المال:
بسبب التّرف ووجود الأعوان المرتزقة محلّ الأعوان الأصليين تتفجّر حاجة الدولة إلى المال، وهنا تزداد الضرائب وتصادَر أموال الرعيّة وتدخل الدولة إلى السوق بائعة شارية وتفرض على الناس التعامل معها.
رابعاً: قانون الانتقال من البساطة إلى التعقيد:
نتيجة اتّساع أعمال الدولة تتّسع الإدارات وتحتاج أصحاب الكفاءات لإدارة الأجهزة لكن قلّما تحصل على الكفء الأمين، ولقد قدّم ابن خلدون فضيلة الكفاءة على فضيلة الأمانة.
أطوار الدولة عند ابن خلدون: (ينبغي تعداد الأطوار بالترتيب)
1ـ طور الظّفر بالبغية، وهنا تكون الأمور شراكة بين الملك وعصبيّته أي جماعته.
2ـ طور الاستبداد والانفراد بالحكم وتصفية الشّركاء.
3ـ طور التّفرّغ بالبناء والعمران والتنظيم والتفاخر بالمنشآت.
4ـ طور التّقليد حيث يُقلِّد الملوك أسلافهم.
5ـ طور الموادعة والمسالمة أي الضّعف والعجز عن ردّ العدوان أو المُنشقّ، وهنا تبدأ الدولة بالزوال.
ـ من أهمّ علامات نهاية الدّول التجزئة وضعف قبضة الدولة على الأطراف حيث تقوم دولة مجاورة فتيّة قويّة بالإجهاز على الدّولة المتداعية أو تنتظر حكم القدر فيها فهي ستسقط لا محالة.
فلسفة التاريخ عند ابن خلدون
مقدمة: حياة ابن خلدون/ أو هذه المقدمة: ((لقد عرّف ابن خلدون التّاريخ في مقدّمته الشهيرة بأنه خبر عن الاجتماع الإنساني وما يعرض له من الأحوال والملك والدّول والكسب والعلوم والصّنائع)).
الصلب: إنّ فلسفة التاريخ عند ابن خلدون تستند إلى النقاط التالية :
ـ ابن خلدون يشهد بعلم التاريخ وفضله حتى أدخله ضمن علوم الحكمة؛ لأنّه يقوم على التفكير الدّقيق والبحث العميق.
ـ علم التاريخ برأيه ضروريّ لمن يفكّر في شؤون المجتمع الإنساني.
ـ ابن خلدون يُعيب على بعض علماء التاريخ لأنّهم ادّعوه ولم يفهموه ولم يُدركوا مقاصده.
ـ المؤرِّخ يجب أن يكون على حذَر عند نقل الأخبار للأسباب التالية:(إمّا سؤال حفظي أو موضوع مشترك مع قواعد تقويم الخبر في المنطق)
أ ـ لأنّ الوضع والتشويه واسع في النفس الإنسانيّة وهذه النفس سهلة الانخداع لضعفها، فالوضع في الأخبار الكاذبة سببه تبرير سلوك معوجّ أو التمذهب أو التقرّب إلى الحكّام ليُدافع عن السلطان.
ب ـ إنّ نفوس الناس تصدِّق نتيجة المحاكاة والتقليد لأنّ الغالبية العظمى تجهل التحقيق التاريخي كما تجهل القوانين الاجتماعية والتفريق بين المعقول واللامعقول.
ج ـ النّفس مولعة بكلّ عجيب وغريب فيجب عدم الثّقة بالناقلين خاصّة مَن يلجأ إلى التّجريح.
ـ لهذا يعتمد ابن خلدون منهجاً في تقويم التاريخ يقوم على :
1ـ العودة إلى الرّاوي الثقة. 2ـ الموازنة بين الأخبار. 3ـ قياس الأخبار على بعضها. 4ـ العلم بالقوانين الاجتماعيّة.
(ملاحظة: إذا جاء الموضوع مشتركاً مع المنطق فهذا يكفي، أمّا إذا لم يأتِ مشتركاً فنكمل ما تبقّى)
ـ يجب النظر إلى أنّ علم الاجتماع وسيلة من وسائل تحقيق التاريخ.
ـ ابن خلدون يعطي أهميّة كبرى لمبدأ السّببيّة أي لكلّ حادثة تاريخيّة أسبابها.
ـ يجب التأكّد من صحّة الأخبار وصدق الرّاوي، فالخبر قبل راويه.
الخاتمة: نستنتج ممّا سبق أنّ ابن خلدون واضع فلسفة علم التاريخ وأصول تحقيق الحوادث والنظر في أسبابها كما أنّه أوّل مَن وضع قوانين المجتمع وقوانين تصحيح الأخبار وتقويمها، فجعل من التاريخ علماً.