فوائد تقويم الاسنان للوجه قبل وبعد

0


فوائد تقويم الاسنان للوجه قبل وبعد
فوائد تقويم الاسنان للوجه قبل وبعد
يعتقد كثير من الناس أن تقويم الأسنان ليس سوى إجراء يهدف إلى
تحسين مظهر الوجه بشكل عام، و إضفاء لمسة جمالية على الفكين و
الأسنان بشكل خاص. وليس من الجديد القول إن الشكوى الرئيسة التي يراجع بها معظم مرضى العيادة السنية التقويمية هي سوء مظهر الأسنان بشكل خاص، أو عدم الرضا عن مظهر الوجه بشكل عام.
لكن ما يغفله المراجعون هو أن الطبيب يتعامل مع حالة تقويم الأسنان.

على أنها جزء لا يتجزأ من المعالجة الصحية الشاملة الواجب تقديمها لكل مريض، فكل شذوذ شكلي في الوجه و الفكين لا بد أن يكون له سبب، وقد يتعلق هذا السبب باضطرابات في وظائف معينة في جسم
الإنسان مما يسبب سوءاً في ارتصاف الأسنان على القوس السنية. فعلى سبيل المثال،

يسبب اضطراب هرمونات الغدة الدرقية اضطراباً في بزوغ الأسنان، و
كذلك الحال بالنسبة لاضطراب الغدة النخامية الذي يسبب اضطراباً في
العلاقة الهندسية بين الفكين العلوي و السفلي، كما قد يسبب الالتهاب
المزمن في اللوزتين مشاكل جمة على صعيد الأسنان و الفكين، كما تلعب
بعض العادات الفموية السيئة كمص الإصبع، و الدفع اللساني دوراً كبيراً
في تطور سوء الإطباق إغلاق الفكين ... و لا يمكن لنا في مقال واحد ذكر
مدى الارتباط ما بين الأمراض المختلفة و سوء التغذية، و نقص الفيتامينات
بشكلٍ عام و بين المشاكل التقويمية .

إذاً فالعلاج التقويمي ليس علاجاً تجميلياً بحتاً، و إنما هو عملية
طويلة تبدأ من تشخيص سبب سوء الإطباق و ما يترتب عليه من مشاكل
جمالية وصحية، و انتهاءً بإزالة السبب، ومن ثم التقدم باتجاه الحصول
على إطباق مثالي يجمع ما بين الوظيفة الصحيحة و الشكل الجميل. وهكذا
قد يضطر طبيب تقويم الأسنان إلى تأجيل البدء بالعلاج التقويمي إلى حين
معالجة السبب الحقيقي للمشكلة )من قبيل استئصال اللوزتين أو المعالجة
الهرمونية أو إجراء جراحة لتصحيح انحراف الوترة الأنفية..

كما أنه لا يمكن إغفال أهمية العلاج التقويمي من الناحية الصحية،
لأن الهدف الأهم الذي ينشده طبيب تقويم الأسنان هو إزالة الآثار السلبية
الناجمة عن سوء الإطباق و التي قد لا يدرك البعض مدى الأضرار التي
يسببها تراكب الأسنان أو اضطراب العلاقة الهندسية بين الفكين. فعلى
الصعيد الفموي يؤدي سوء الإطباق إلى مشاكل في النمو و التطور الوجهي
الفكي، و يؤدي إلى سوء في وظيفة العضلات ذاكرة عضلية مريضة و ظهور
عادات سيئة في البلع و التنفس و المضغ، وأحياناً في النطق. ناهيك عن
زيادة احتمالات الإصابة بالنخر السني، و تطور الكثير من المشاكل اللثوية.
و أما على الصعيد الاجتماعي فإن المظهر السيئ للأسنان يؤدي إلى تطور
مشاكل نفسية منها الإحساس بقلة الثقة بالنفس، و عدم قدرة الطفل على
الاندماج الطبيعي في المجتمع التي قد تطور فيما بعد شخصية انطوائية،
ناهيك عن أن الحالات التقويمية التي تترافق بمشاكل في النطق أو الكلام
قد تؤثر كثيرا في قدرة الطفل على الدراسة و التحصيل العلمي. و هكذا
يكون كاهل طبيب التقويم مثقلا بالمسؤولية التي تقتضي منه إزالة الآثار
السلبية الناجمة عن سوء الإطباق مما يحقق التوازن المطلوب ما بين الصحة
و الجمال و الوظيفة.

ليس هناك عمرٌ معين للبدء بالعلاج التقويمي،
أو على الأقل لاستشارة طبيب التقويم، لكن أغلب
المشاكل التقويمية يمكن توقعها اعتبارا من سن
التاسعة، إلا أن هنالك بعض الحالات الخاصة التي
قد يبدأ التخطيط لعلاجها اعتباراً من لحظة الولادة
الشقوق الوجهية، وشقوق الشفة و قبة الحنك كما
أن هنالك بعض الحالات التي تستوجب زيارة طبيب
التقويم في سن مبكرة جداً 2- 5 سنوات، ومن أهم
هذه الحالات تقدم الفك السفلي على الفك العلوي منذ
سني الطفولة الأولى، و حالات تراجع الجزء الأوسط
من الوجه.

من الجدير بالذكر أن تقويم الأسنان  وبعيداً عن
الشؤون الجمالية  علم متعلق بالمعرفة الوثيقة بآليات
النمو الفكي، ووظائف عضلات الوجه و الفكين إضافة
إلى الدراية العالية بالعلاقات الهندسية الفراغية ما
بين الفكين و الجمجمة بقاعدتيها الأمامية و الخلفية، ناهيك عن التبحر
في علم الميكانيك الحيوي، وما يتضمنه من فهم لقوانين الفيزياء الحيوية،
وخصوصاً قوانين نيوتن المتعلقة بالفعل و رد الفعل، وقوانين حساب عزوم
القوى المختلفة التي يتم تطبيقها على الأسنان والفكين للحصول على أفضل
أنواع الحركة السنية دون أن يكون لتطبيق هذه القوى آثار جانبية على
العظم الفكي أو أعصاب الأسنان أو الأنسجة حول السنية.

و أما من الناحية العملية فإن تقويم الأسنان إجراء غير مؤلم، و نادراً ما يتطلب
تداخلاًجراحياً واسعاً إلا في حالات خاصة، كما يندر أن تكون الإجراءات
اللازمة لبدء العلاج معقدة، فهي غالباً تقتصر على أخذ طبعة أو قياس للفكين،
مع تسجيل دقيق للعلاقة الفكية، إضافةً إلى إجراء صورة بانورامية للفكين وصورة
جانبية للرأس. وتقسم الأجهزة التقويمية من حيث أداؤها إلى نوعين: الثابتة و
المتحركة. ولكل منها فائدته و دوره في إنجاز أهداف المعالجة، و أياً كان نوع
الجهاز التقويمي فإن النظافة الفموية والالتزام بتعليمات الطبيب حول الممنوع و
المسموح من الطعام تعتبر شرطاً هاماً جداً لنجاح المعالجة. كما تقسم الأجهزة
التقويمية الثابتة من حيث المظهر إلى نوعين: تجميلي وغير تجميلي. و نحن
نؤكد أن كلا النوعين يؤدي وظيفته على أكمل وجه لكن يبقى الخيار للمريض
فيما إذا كان يرغب باستخدام حاصرات تقويمية معدنية أو خزفية أو زجاجية
أو من السيليكون.

و أما الجديد في التقويم فهو استخدام الحاصرات اللسانية التي يتم
إلصاقها على الوجه الداخلي للأسنان أي أنه بات من الممكن اليوم للمريض
أن ينجز معالجة تقويمية كاملة دون أن يلاحظ أحد أنه يرتاد عيادة
التقويم!

و ختاماً نرجو أن نكون قد وفقنا في تقديم لمحة بسيطة عن تقويم
الأسنان، على أمل أن نأتيكم بالجديد جداً حول الأتمتة في تقويم الأسنان
في العدد القادم.