طرق التخلص من العزلة والوحدة
لا شك أنّ الإنسان يُحب أن يُحبه الآخرون، وأن يجد لكلامه قبولاً لديهم، وهذا هو الحال الطبيعي والسوي لكل إنسانٍ عاقل.
لكننا مع تسارع وتيرة الحياة والتنافس المحموم بين الفرقاء، ومحاولة إرضاء الجميع – ولن تستطيع – جعلت منا آلات مادية تعمل بجهد كبير وعائد لا يكاد يذكر على شكل الحياة التي نعيشها.
فمن لا يفوز يصطدم بجدار من الألم والحزن الشديد بخسارته فيُقرر أن ينسحب من الحياة ليعتزل الناس ويبدأ حياةً جديدة وغريبة عن الفطرة السوية في اللقاء والإجتماع مع محيطه، فالإنسان كما قال العلماء هو إجتماعي بطبعه، تجده في صغره يُحبُّ أن يختلط بالآخرين ويُجرب فيما يعرف وما لا يعرف أيضاً.
يلعب ضغط العمل والبيئة دوراً كبيراً في العزوف عن ممارسة النشاط الإجتماعي ومخالطة الآخرين، وتأتي الأسرة لتزيد من هذا الضغط وتُهوِّل منه ليصل إلى حالة من الياس في التغيير ويفقد الرغبة في بناء علاقة سوية مع الآخرين، وبالتالي يحدث المحظور بتغليب العزلة والوحدة عن المحيط المجتمعي حوله.
وحتى لا نبقى غارقين في العزلة لا بد أن ننتبه جيداً للآثار الكارثية الناجمة عن الإستمرار في فقدان الوعي بها، فنظن بأننا على صواب مما نفعله وننسى طبيعتنا الفطرية التي جُبلنا عليها في الإختلاط مع الآخرين واكتساب المهارات بالتعلم والتأثر والتأثير بهم.
فمن يعلم في نفسه مثل هذه الأفكار السوداوية ورغبته الملحة في التغيير من الواقع الذي يعيشه، عليه أن يتخلص منها بأن يُفكر جدّياً بالشخص الذي يرغب أن يكون عليه، ويعمل على تحسين قدراته في الإتصال مع الآخرين من خلال القراءة والدورات التدريبية التأهيلية الموجهة.
وهناك طريقة أنصح بها لمن وصل لمرحلة الوعي بالحالة التي هو عليها، بأن يتعلم الذكاء العاطفي في التفاعل مع مُحيطه الإجتماعي ومحاولة اكتساب أرضٍ جديدة بالتعاطف مع من حوله وتفهم حاجياتهم الملحة، فهذا سيجعلك أكثر قرباً منهم.
وربما يكون الإصرار في داخلك من أعظم الأشياء التي تخلق فيك النجاح الحقيقي الذي تسعى إليه، فثقتك بما تقوم به، لا بد أن تدفع حماسك للإنطلاق لاقتحام عالمٍ جديد واكتشاف قدرات مُخبئة بداخلك لم تكتشفها من قبل لأنك لم تُحاول ذلك، وتكون نقطة نجاحك في كسر حاجز العزلة القاتلة نحو العالم الجديد.