اسباب ضيق الصدر والاكتئاب وعلاجه
ربما قابلت أحدهم يتأفف من كلامك ولا يرغب بالإستماع منك، بل ويُعارضك بطريقة تجعلك تشعر بالأسى عليه.
علاج ضيق الصدر والاكتئاب واسبابه |
هذا الشخص المسكين الذي يُعاني من هذه الحالة نتيجة تربية سابقة في البيت، ولافتقاده للمهارات الحياتية، وتعطيله الجوارح التي وهبها الخالق العظيم له كي يستعملها في سعادته، فيُعطّل أهمَّ أداة وهي العقل في التفكير لصالحه.
ولعلَّ أكثر ما يُصيب هذا الضيق في الشخص الذي لا عمل له، لذلك حذر رسول الإنسانية من آفة أن لا يستغل الرجل النعمة التي بين يديه، فيجعلها حيث يُغضب الله عز وجل، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ(. رواه البخاري.
قالَ ابن الجوزيُّ : قد يكون الإنسان صحيحاً ولا يكون متفرغاً لشغله بالمعاش، وقد يكون مستغنياً ولا يكون صحيحاً، فإذا اِجتمعا فغلب عليه الكسل عَنِ الطَّاعة فهوَ المغبون، وتمامُ ذٰلكَ أنَّ الدُّنيا مزرعة الآخرة، وفيها التِّجارة الَّتي يظهر ربحها فِي الآخرة.
° فمَنْ اِسْتعمل فراغه وصحَّته فِي طاعة الله فهوَ المغبوطُ.
° ومَنْ اِسْتعملهما فِي معصية الله فهوَ المغبونُ.
لأنَّ الفراغ يعقبه الشُّغل، والصِّحة يعقبها السُّقم، ولو لم يكن إلَّا الهرم، كما قيلَ :
يَسُرّ الْفَتَى طُول السَّلامَة وَالبَقَا °°° فكيف تَرَىٰ طُول السَّلامة يَفْعَل
يَرُدّ الْفَتَى بَعْد اِعْتدَال وَصِحَّة °°° يَنُوء إِذَا رَامَ الْقِيَام وَيُحْمَل
فإذا لم نستعمل الفراغ في الحق استعملنا في الباطل، والحق يكون بطاعة الله عز وجل، والطاعة لا تكون بالشعائر الدينية فقط، وإنما في كلِّ ما يُحبه الله تعالى من الأعمال الصالحة، حتى اللقمة تضعها في فم زوجتك صدقة وخير عظيم لأنه يُديم الألفة والمحبة بينكما، وإماطة الأذى عن الطريق كي لا تؤذي مسلماً يمكن أن تكون مدخلاً لك لمحبة الخالق سبحانه ومحبة الناس لك.
فعلاج ضيق الصدر هو أن تكون قريباً من الله تعالى، وليس معنى ذلك أن لا تأخذ بالأسباب في أن تطلب الطبيب المتخصص لحالتك، إذا كان الأمر قد وصل لحالة تستدعي أن لا تُهملها أكثر.
كن على يقين بأنَّ مفتاح سعادتك هو في داخلك، أودعه الله عز وجل فيك لتُساعد نفسك أولاً وتأخذ بيد غيرك لهذه السعادة الربانية.