طريقة التعامل مع الشخص الحقود
في أيامنا هذه كما في السابق، لا يسلم أحدٌ من أن يكرهه أشخاصٌ مُغرضون يضمرون له السوء، ولسوء الحظ فنحن لسنا في مجتمع مثالي، وإنما تغلب علينا رغبات في النفس بحبِّ التملك ولو حتى بما في أيدي الناس، وهذا هو الشرُّ بعينه.
لا يَسلَمُ الشَرَفُ الرَفيعُ مِنَ الأَذى حَتّى يُراقَ عَلى جَوانِبِـهِ الـدَمُ
وفي حديث مشهور عن أنس بن مالك رضي الله عنه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (لا يؤمن أحدكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه)، رواه البخاري ومسلم.
إشارة واضحة لنزع حظِّ الدنيا من النفس في أن لا تنظر إلا بمنظار يقوم على معيار سليم وبناء علاقة سوية، والتفاني في حبِّ الخير للآخرين، هو الدليل الواضح والتطبيقي لمعنى الحبّ.
لكن هذه العلاقة يمكنها أن تنحى بطريق مُغاير فيغلب عليها طابع الغيرة التي تتحوّل مع الوقت إلى حقدٍ وحسد، وقد يكون حقدك عليه من باب أنه شخصٌ ناجح وله إسهامات جليلة في المجتمع لكنك لا تعترف له بذلك، وفوق كلِّ هذا تأخذك نفسك الأمارة بالسوء إلى تمني الشرّ له وقد تجرحه في عرضه أو خُلقه.
فالحاقد لا يُؤذي إلا نفسه أولاً، ولن يستطيع إيذاء أحدٍ إلا بما كتبه الله عز وجل، فيكفيه ما حلَّ به من همٍّ أعياه في تفكيره وجسده.
فإذا تهجم عليك هذا الحاقد أمام الناس بكلامٍ فيه غمز ولمزٍ لك، فلا تنجرَّ لهذه المعركة الخاسرة، فيكفيك أن تُحافظ هدوءك، بل وتُؤيده في ذمِّ صاحب هذه الخصال التي تحدث بها، حينها لن يجد مفراً من الصمت خائباً، وإذا لم يصمت واستمر بذلك بأن ذكر اسمك صراحةً، فأبْدي له تعجبك من كلامه واستغرابك منه، وخذ الأمر بشيء من الدعابة، فهذا يمكن أن يعلمه درساً لن ينساه عندما تُحافظ على هدوءك بينما هو يشتعل من الغضب في مذمتك، وسيعلم الحاضرون تجنّيه عليك وسوء تصرفه، فإذا استمر الحال إلى قيلٍ وقال وشتمٍ وربما تطاولٍ بالأيدي، فلا أقلَّ من أن تترك مثل هذه المجالس التي يتصدرها الجاهلون، فلا خير فيها، فهي ليست جديرة بأناسٍ مثلك.