طريقة التعامل مع الزوج العنيد أو العصبي
مشاكل الحياة الزوجية تقف دائماً حجر عثرة في طريق سعادتها، فالأسرة قائمة على ركنين إثنين هما من لهم الحق الكامل في رسم الخطوط العريضة لهذه الحياة الزوجية، وهم وحدهم من يُقرر الطريقة التي يمكنهم أن يُديروا فيها شئون هذه الحياة.
الزوج والزوجة شريكين في مركبٍ واحد، إذا لم يتأقلما معاً ويتفقا على أسلوب حياة مبني على أنّ المشكلات موجودة ولا ضير في ذلك، لكنّ الأهم هو الطريقة التي يمكننا أن نحلَّ بها مشكلاتنا اليومية والتي لا تنتهي في العادة.
يستطيع الرجل أن يقود البيت باقتدار إذا عرف بأنه هو الطرف الذي يملك السلطة الأكبر والمسئولية الملقاة على عاتقه في أن يقود عشَّ الزوجية إلى برِّ الأمان، ولا شك أنّ هذا الإحساس بالمسئولية العالية يدفعه لأن يتنبّه للكلمات التي تخرج منه.
لكن، بطبيعة الحال قد تجد من الرجال الزوج العصبي والعنيد في تقبّل رأي الآخر، وللأسف تجد أنها أصبحت ظاهرة لا يمكن التغافل عنها أو نسيان تأثيرها السيء على الأسرة والمجتمع.
فإذا اعترفنا بأنّ غالبية حالات الطلاق وخراب البيوت تنتج من خلال هذا المزاج الحاد، فإنّ الأجدى بنا أن نُفكر في الطريقة الأمثل لتجنبه ومحاولة زرع بذرة من التفاؤل والأمل ليعود كلَّ ذلك في صالح مجتمعٍ واعٍ وسليم من الأذي قدر المستطاع.
وفي حديث عظيم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم : "أوصني"، قال : (لا تغضب)، فردّد، قال : (لا تغضب) رواه البخاري.
يُلخص هذا الحديث الشريف أهمَّ أداة لعلاج الغضب وهي أن لا يغضب، فإنّ الغضب جماع الشرور، فكم من بيتٍ هدم على رأس ساكنيه، وكم من صديق لم يتمهل التحقق من اتهام صديقه فاشتعل الغضب في عينيه فأعمى بصره وبصيرته، وكم من رجلٍ لم يرتدع عندما صرخ في وجه والديه لأنهم لم يستجيبوا لرغباته التي لا تنتهي فآذى نفسه كما آذي والديه، وكم من أسرٍ تفككت وأصبحت خبراً بعدما كانت تستمتع تحت سقفٍ واحد بالحب والمودة.
"لا تغضب" هي الوصية الخالدة لكلِّ من غلبته نفسه وصعب عليه قيادها.
لكن كيف نتعامل مع هذا الشخص؟
يجب ألا تتصادم الزوجة مع زوجها الغاضب أبداً، اتركيه حتى ينتهي وسيشعر بفداحة ما فعل، لكنك إذا بادلته الصراخ بالصراخ فسينتهي بكم المطاف إلى معارك خاسرة، وحياة تعيسة بائسة.