قصص للاطفال الصغار باللغة العربية

0


قصص للاطفال الصغار باللغة العربية
قصص للاطفال الصغار
 اللوتس والنحل والضفادع
كانت مجموعة من الضفادع تعيش في بحيرة تغطيها أزهار اللوتس. وحين
تفتحت أزهار اللوتس التي في البحيرة، جاءت النحلات إليها لتستمتع بمنظرها
وتجمع الرحيق منها، فقالت الضفادع للنحل: أنتن تعشن في مكان بعيد جدا، ومع
ذلك حين تتفتح الأزهار تعرفن ذلك قبلنا، فكيف تعرفن؟
أجابت إحدى النحلات: نعرف ذلك من الرائحة الجميلة التي تفوح من
الزهور.
قالت الضفادع: نحن نعيش في البركة، ومع ذلك لا نعرف شيئا عن الرائحة
التي تقصدنها.
قالت النحلات: نحن نستطيع أن نخبركن بوجود الرائحة، لكن لا نستطيع أن
نعطيكن أنوفا لتستطعن شمها.
قالت الضفادع: يا للأسف..ما الفائدة من أن يعيش المرء بجوار الأزهار إذا
كان لا يستطيع أن يشمها. ومع ذلك لا شيء أفضل من تعلم الشعور بالجما ل.
ولذا طلبن من النحل أن يعلمهن كيف يستمتعن بالرائحة الذكية والجمال.
قالت النحلات: هذا مستحيل، لأن الشعور بالجمال يجب أن يكون فينا منذ
الولادة، ولا يمكن تعليمه.
تركت النحلات الضفادع حائرات، وطرن نحو زهرات اللوتس.
**
الذبابة والفيل
قالت الذبابة لأحد أفيال الملك: انظر إلى نفسك، فرغم العمل الشاق الذي
تقوم به إلا أنك تمنع من دخول القصر وتبقى مربوطا بوثاقك في هذا المكان،
بينما أنا لا أعمل شيئا، ومع ذلك أتجول في قصر الملك وأستطيع حتى أن أقف
على رأسه المكلل بالتاج.
فقال الفيل: هذا لأنك شيء تافه وحقير!
فقالت الذبابة: مع الأسف هذا صحيح!
**
الطبل والأحمقان
سمع أحمقان يوما ما صوت الطبل، فقالا لبعضهما: لا بد أن هناك شخصا ما
بداخله يصدر هذا الضجيج. ولذلك فقد راقبا الطبال حتى وضع طبله وخرج، فأتيا
إلى الطبل، وخرقاه وأدخل كل منهما يده بداخله أحدهما من جهة والآخر من
الأخرى. وحين أمسك كل منهما بيد الآخر ظن كل منهما أنه أمسك بالرجل الذي
في داخل الطبل، فصرخ: أمسكت به. وأخذا يشدان بقوة حتى عاد صاحب الطبل،
فأمسك بهما وأوسعهما ضربا، ولكن بعد أن خربا الطبل وشقاه.
**
الحكيم وتلاميذه
كان عند أحد حكماء الشرق تلميذان، وذات ليلة، أعطى كلا منهما مبلغا
ضئيلا من المال، وطلب من كل منهما أن يشتري بهذا المبلغ شيئا واحدا يملأ
الغرفة المظلمة التي في منزله.
أما الأول، فاشترى بالمبلغ قشا كثيرا، وملأ به الغرفة، ثم أخبر الحكيم
بفعله، فقال له: لقد زدت ظلام الغرفة ظلاما.
وأما الآخر فاشترى بثلث المبلغ شمعة، وأضاء بها الغرفة، ثم أخبر الحكيم
بأنه ملأ الغرفة بالنور.
فقال الحكيم: نعم، الحكمة تعني النهايات الجيدة للأشياء.
**
الحطاب والأشجار
دخل الحطاب الغابة حاملا فأسه، فقالت له الأشجار: لم لا تتركنا نستمتع
بحياتنا بعض الوقت؟ فقال: نعم، كان بودي أن أفعل ذلك، ولكن حين أرى هذا
الفأس لا أستطيع إلا أن أحمله وأقوم بعملي، فلا تلوموني ولكن لوموا الفأس!!
فقالت الأشجار: نعرف أن مقبض هذا الفأس مصنوع من فرع شجرة من أشجار
هذه الغابة، ولذلك فهو الملوم أكثر من الحديد الذي في رأسه، لأنه يدمر بني
جنسه.
فقال الحطاب: أنت على حق، فليس هناك عدو ألد من القريب المتمرد!!
**
الحصان واللص
ربط رجل حصانه في جذع شجرة، ودخل حانة لبعض الوقت، فجاء لص
وسرق حصانه، وأخفاه في الغابة، ثم عاد ووقف أمام الحانة، وكأن شيئا لم
يكن. فلما خرج الرجل من الحانة: قال للص: هل رأيت حصاني؟ فقال: نعم، لقد
أكلته الشجرة. فقال الرجل: كيف تأكل الشجرة حصانا؟ فقال اللص: هذا هو ما
حدث بالضبط. فذهب الاثنان إلى الثعلب ليحكم بينهما، فلما شرحا له القصة قال
لهما: أنا اليوم متعب، فقد وجدت البحر يحترق البارحة، وبقيت طوال الليل
أحاول إطفاءه برمي القش فوق النيران. ولذا تعالا في الغد وسأحكم بينكما. فقال
اللص: يا لك من كاذب! كيف يحترق البحر؟ وكيف تحاول إطفاءه برمي القش
فوق النار؟ فقال الثعلب ضاحكا: وكيف تأكل الشجرة حصانا؟
حينها علم اللص أن حيلته كشفت فأعاد للرجل حصانه.
**
الحيات والأنقليس
خرج الملك يوما مع ابنه الصغير ليتمشى في حديقة قصره، وحين مرا
بالبركة الكبيرة أدخل الابن رجله في مياهها العذبة، فالتفت حول ساقه حية
كبيرة، فقتلها الملك قبل أن تصيب ابنه بسوء، ثم أمر رجاله أن يقتلوا كل الحيات
التي في البركة أو بجوارها.
وحين قتل الرجال الحيات قتلوا معها دون علم أسماك الأنقليس لشبهها
الكبير بها، ثم أتوا بها إلى الملك، فلما رأى الملك الأنقليس مقتولا حزن كثيرا
وقال:يا له من أمر مؤلم!! لقد قتل البريء بسبب شبهه بالمذنب!!
**
حامل الخشبة
أراد رجل دخول بوابة إحدى المدن وهو يحمل خشبة طويلة، وضعها باتجاه
عمودي وحاول الدخول فلم يقدر، فحملها باتجاه أفقي وحاول الدخول فلم يقدر،
وبعد عدة محاولات يائسة جاء إليه عجوز يتكئ على عصاه فقال له: لست نبيا
ولا قديسا، ولكن لو قطعت الخشبة إلى نصفين لاستطعت الدخول بسهولة!!
فقطع الرجل الخشبة إلى نصفين متساويين ودخل بهما!!
**
الأعمى والشمس
كان هناك رجل أعمى يريد أن يعرف شكل الشمس، فقيل له: الشمس كأنها
صحن نحاسي. فأخذ صحنا نحاسيا، ونقره فسمع صوت رنينه.
وفي يوم سمع الأعمى صوت جرس أحد المعابد فقال في نفس ه: لا بد أن
يكون هذا هو صوت الشمس!!
وفي يوم قال له أحدهم بأن الشمس تعطينا الضوء مثل الشمعة، فأخذ
الأعمى شمعة، وتحسسها. وفي يوم وجد نايا فتحسسه فإذا هو يشبه شكل
الشمعة، فقال في نفسه: لا بد أن يكون هذا الشيء هو الشمس!!
**
سارق الجرس
أراد أحد اللصوص أن يسرق جرسا من إحدى دور العبادة، ولأن الجرس
كان ضخما فقد عجز اللص عن حمله إلى العربة التي أوقفها بعيدا، ولذا فقد قرر
أن يفكك الجرس إلى أجزاء صغيرة، فأخذ مطرقة وأخذ يضرب الجرس لتفكيكه.
وحين ضرب الجرس بالمطرقة أصدر الجرس دويا هائلا، فغطى اللص أذنيه
بيديه حتى لا يسمع الناس الصوت!!
الخيول المسنة
في أحد الأيام خرج الجيوش لمهاجمة إحدى الدول الصغيرة المجاورة،
وبينما كان الجيش يسير إذ ضل الطريق، وسار لعدة أيام في طريق وعر وغير
صحيح حتى تعب الجنود، وأشرفت المؤن على النفاد. وكان مع القائد شيخ مسن
وحكيم، فاستدعاه ليأخذ برأيه في حل هذه المشكلة التي وقعوا فيها، فلما مثل
بين يديه المسن، وسأله الحل قال له بسرعة بديهة: أطلقوا الخيول المسنة،
واتبعوها فإنها سترشدكم إلى الطريق الصحيح.
فجمع الجنود بناء على أمر قائدهم جميع الخيول المسنة، وأطلقوها،
وتبعوها، وما هي إلا أيام قلائل حتى كانوا على الطريق الصحيح مرة أخرى!!
**
سيف الجندي
بينما كانت إحدى السفن الحربية مبحرة في المحيط إذ سقط سيف أحد
الجنود الذين فيها في مياه البحر، فوضع علامة على جانب السفينة حتى لا
ينسى المكان الذي سقط منه السيف. وحين توقفت السفينة بعد عدة أيام ، قفز
الجندي من المكان الذي وضع عليه العلامة، وغاص في البحر باحثا عن سيفه
الذي لم يجده!!
**
صديق النوارس
كان شاب يسكن بجوار شاطئ البحر يحب النوارس، كل يوم كان يصحو
صباحا فيجلس بجوار البحر يتأملها ويطعمها، ويتسلى معها، كانت مئات
النوارس تحط على جسده، وبجواره.
وفي أحد الأيام قال له والده: لقد رأيت النوارس تحط بجوارك دون خوف،
فلم لا تمسك بعضها من أجل أن نضعها في قفص في منزلنا؟
وفي صباح اليوم التالي خرج الابن كعادته ليجلس بجوار البحر مع
النوارس، وقد قرر أن يمسك بعدد منها من أجل والده. انتظر طويلا، ولكن
النوارس هربت ولم تقترب منه.
كل ما في ضمير الإنسان من خير أو شر ينعكس على وجهه، وحتى الطيور
والحيوانات تستطيع أن تلاحظ ذلك.
**
المزارع الأحمق
زرع أحد الحمقى حقله أرزا، وحين بدأ الأرز ينمو ويكب ر ويتطاول أخذ
يقارن بين حقله وحقول الآخرين، فوجد أن محصوله أقصر من غيره، ففكر في
طريقة ليجعل محصوله يطول بسرعة، فاهتدى إلى طريقة غريبة، وهي أن
يسحب كل نبتة إلى الأعلى بضعة سنتيمترات، فتبدو بذلك أطول من السابق،
وطبق هذه الطريقة على كل المحصول، ثم عاد إلى منزله ونام قرير العين.
وفي صباح اليوم التالي كان حقله كله قد ذبل بفعل تصرفه الأرعن، وتعجله
الشيء قبل أوانه!!
**
العجوز والسمكة الذهبية
كان هناك صياد عجوز يحب صيد الأسماك، فكان يركب قاربه وينطلق به
داخل بحيرة قريبة من منزله.
وفي أحد الأيام ركب قاربه، وانطلق به داخل البحيرة، ثم توقف وألقى
سنارته، وانتظر ثم انتظر حتى مل ونام.
وفجأة استيقظ العجوز على حركة اهتزاز السنارة، فجذب بكل قوته، فخرجت
له سمكة ذهبية، وحين وضعها في القارب دهش بقوة لأنها كانت تتكلم..
قالت له السمكة الذهبية: أرجوك..هل يمكن أن تتركني أذهب؟
فأجاب العجوز: لا..بل سآكلك.
قالت السمكة الذهبية: إذا تركتني أذهب فسأعطيك حبلا من الذهب الخالص.
قال العجوز مستغربا: حبل ذهبي؟ ولكن كيف يمكن أن أثق بصدق كلامك؟
فقالت السمكة: ارم السنارة في البحر، وبعد دقائق ستحصل على الحبل
الذهبي.
وبعد دقائق شعر العجوز بشيء ما علق في السنارة، فسحب فإذا هو حبل
ذهبي، فأخذ يسحب ويسحب دون أن ينتهي الحبل حتى اعتقد العجوز أنه بلا
نهاية.
قالت السمكة الذهبية: الآن ها أنت حصلت على الحبل الذهبي الذي وعدتك
به، فدعني أمضي إلى حال سبيلي.
قال العجوز: لا بل سآخذك إلى السوق وسأبيعك بثمن جيد. ثم وضعها في
سطل مملوء بالماء.
واصل العجوز سحب الحبل الذهبي، فبدأ قاربه يثقل ويغرق، ولكن استمر
يسحب ويسحب حتى غرق القارب بسبب ثقل وزن الحبل، ومات العجوز غرقا،
بينما مضت السمكة الذهبية إلى حال سبيلها.
**
الأحمق ومالك الحزين
في أحد الأيام زرع مزارع أحمق حقله بالذرة، وبعد مضي شهر أخذ يحدث
نفسه على مرأى ومسمع من مالك الحزين، وأخذ يقول: لو انتظرت شهرين
آخرين، فسأحصل على ثلاثة أطنان من الذرة، أما لو حصدت الآن فسأحصل على
طن واحد فقط.
فقال له مالك الحزين: لقد طفت حول العالم، ولدي معرفة جغرافية كبيرة،
ولو كنت مكانك لحصلت على ثلاثة أطنان اليوم.
فقال المزارع: وكيف؟
فأجابه مالك الحزين: افتح باب السد، وارو المحاصيل بالماء الذي كنت
سترويها به الشهرين القادمين، وبذلك تنمو المحاصيل الآن، وتحصل على ثلاثة
أطنان من الذرة.
صدق الأحمق نصيحة الطائر، ففتح باب السد، فانطلق الماء وجرف
المحاصيل، وغطاها بالوحل، بينما نادى مالك الحزين بني جنسه، فأخذوا
يلتقطون الأسماك الكبيرة التي بقيت في السد بعد خلوه من الماء، وبعد ذلك
انقضوا على ألأسماك الصغيرة التي خرجت من السد، وانتشرت في الحقل.
أخذ المزارع يتحسر ويقول: لقد ضيعتني معلومات مالك الحزين الجغرافية.
فقال مالك الحزين: معلوماتي الجغرافية مثل حساباتك غير المعقولة.
الظبي والنمر
تقابل نمر صغير مع ظبي صغير فقال الظبي: ما أجمل الخطوط التي على
جسمك!!
وقال النمر: ما أجمل البقع التي على جسمك!!
فقال الظبي: لم لا نكون صديقين، ونذهب نتمشى مع بعضنا في الغابة؟
وافق النمر، وذهبا مع بعضهما يتمشيان، وحين حان موعد الإفطار وجد
الظبي أمامه عشبا أخضر لذيذا، وحين أراد أن يأكل منه، قال في نفس ه: إن
الصديق الحقيقي لا يأكل قبل صديقه. فنادى النمر وقال له: هيا تناول معي هذا
العشب اللذيذ.
فتح النمر فمه، وتناول بعض الحشائش ولكن لم يستسغ طعمها، فلفظها،
وقال: آسف يا صديقي، ولكن طعمها لم يعجبني.
قال الظبي: انتظر قليلا، وسأذهب إلى البيت، وأسأل أمي عن الطعام الذي
يناسبك.
ركض الظبي باتجاه منزله، وأخبر والدته عن صديقه الجديد، وسألها عن
الطعام الذي يناسب صديقه النمر.
قالت أمه: يا لك من ظبي محظوظ، لقد نجوت من الموت بأعجوب ة. إن
الطعام المفضل للنمر هو لحم الظباء، ولذا فالنمر هو عدونا الأول في الغابة.
أخذ الظبي الصغير يرتعد خوفا، فقالت له والدته: إن العاقل يا بني من يبتعد
عن الشر منذ أول إشارة.
**
الثعلب والذئب
وقع ثعلب في بئر ذات يوم، فتعلق ببعض الجذور على حافة البئر فمنعته من
الغرق، وفي تلك الأثناء، مر به الذئب فرآه على تلك الحال، فقال ل ه: أخيرا
الثعلب المكار وقع في البئر!!
فقال الثعلب: أنا لم أقع في البئر بل نزلت لغرض معين، وهدف مفيد.
فقال الذئب: وما هو؟
قال الثعلب: ألم تسمع عن الجفاف الذي سيحل بالغابة؟ لقد وكلني الجميع
بالإمساك بالماء حتى لا يذهب بعيدا، على أن يتكفلوا بإطعامي يوميا، بالإضا فة
إلى راتب كبير سيعطونه لي، ثم إنني بهذه الطريقة لن أحتاج إلى الانتظار لشرب
الماء.
قال الذئب: وهل أستطيع أن أعمل أنا معك، على أن أحظى بهذه المميزات
أيضا؟
قال الثعلب: بالطبع يا صديقي، ولكن عليك أولا أن تحضر حبلا، فتربط نفسك
به، ثم تضعه على بكرة وتلقي طرفه الآخر علي، فأربطه حول جسمي، ثم تقفز
أنت داخل البئر، وأخرج أنا، وسأعود إليك فيما بعد لأحل محلك.
نفذ الذئب تعليمات الثعلب، فقفز إلى البئر بينما خرج الثعلب، وفك الحبل عن
جسده، ورماه على الذئب ضاحكا وقال: أيها الطماع الغبي، ستبقى في هذا البئر
إلى الأبد، أو حتى يأتي مالك البئر فيلقي بجثتك في الخلاء.
فقال الذئب: يا للأسف، هذه نتيجة الطمع!!
** قصص للاطفال الصغار باللغة العربية
الثعلب والسلطعونات
في أحد الأيام وقف ثعلب بجوار الشاطئ وأخذ يبكي، فسمعت بكاءه
السلطعونات، فخرجت إليه وقالت: ماذا يبكيك أيها الثعلب؟
فقال: لقد طردني أقربي الثعالب.
قالوا: ولماذا طردوك؟
قال: لقد عزم الثعالب على أن يهجموا عليكم، ويأكلوكم، ولكني رفضت،
وقلت لهم: حرام أن تقتلوا هذه المخلوقات اللطيفة. ولذلك فقد طردوني.
قالت السلطعونات: وماذا ستفعل الآن؟
قال: سأبحث لي عن عمل.
عقدت السلطعونات اجتماعا، خرجوا منه بقرار نهائي، وهو أن الثعلب طرد
بسبب دفاعه عنا، ولذلك سنجعله يعمل عندنا مكافأة له.
أخبرت السلطعونات الثعلب بقرارهم النهائي، فوافق على الفور.
أخذ الثعلب يسلي السلطعونات بالقصص، والحيل المضحكة، وحين طلع
القمر في السماء قال لهم: ألم تجربوا التجول تحت ضوء القمر؟
قالوا: لا لم نجرب، فنحن مخلوقات ضعيفة، ولا نستطيع الابتعاد عن بيوتنا.
قال الثعلب: ما دمت معكم فلا تخشوا شيئا، فسوف أدافع عنكم ضد أي عدو.
وافقت السلطعونات على التجول مع الثعلب تحت ضوء القمر، وفي الطريق
أخذ الثعلب يقص عليهم قصصا مسلية ، ومضحكة، وحين ابتعدوا كثيرا عن
الشاطئ أصدر عواء قويا، فخرجت مجموعة من الثعالب من الغابة، وهجمت
على السلطعونات التي حاولت الفرار ولكن الثعالب التهمتهم جميعا.
**
القبيحة والجميلة
خرجت ذات يوم أجمل فتيات المدينة، واضعة يدها على صدرها من ألم
أصابها، فبدا وجهها عابسا. وحين رأتها فتاة قبيحة أعجبت بشكلها، فقلدتها
بوضع يدها على صدرها، وعبست بوجهها. وخرجت في الشارع.
وحين رآها رجل ثري أغلق أبوابه ونوافذه خوفا.
وحين رآها رجل فقير، هرب مع زوجته وأبنائه بعيدا.
لم تعرف الفتاة القبيحة سر جمال الفتاة الأخرى حين وضعت يدها على
صدرها.
** قصص للاطفال الصغار باللغة العربية
ضارب الطبل
بينما كانت فرقة من الجيش تسير في الغابة، وكان ضارب الطبل يدق
بصوت منخفض، إذ سمعت فرقة من جيش الأعداء صوت الطبل، فحاصرت
الفرقة من كل الجهات، فأمر قائد الفرقة الأولى ضارب الطبل بأن يضرب الطبل
بكل قوته ليحمس جنود الفرقة، الذين قاتلوا قتال الأسود حتى هزموا فرقة
الأعداء. وحينها قال قائد الفرقة: أيها الجنود الشجعان..إن الشر والخير قد
ينبعان من مصدر واحد!!
**
الملك ورجل البلاط والوزير
غضب أحد ملوك الشرق من أحد موظفي البلاط بسبب عدم وجوده في
البلاط في أكثر الأوقات، وفي يوم خرج الملك مع وزيره متنكرين للمرور على
المحلات وتفقد أحوال الرعية كما هي عادة الملوك في ذلك الوقت، وحين مرا
بدكان جزار قال الملك لوزيره: إذا رأيت الموظف الغائب فأخبره أن يأتي إلي.
وبعد فترة قابل الوزير الموظف فقال له: احذر أن يراك الملك حتى أطلب
منك ذلك، ولا تسألني عن السبب. فاختفى الموظف عن الأنظار، وبعد فترة وصل
خبر تحذير الوزير للموظف إلى الملك عن طريق جواسيسه، فاستدعى الوزير
وسأله عن سبب تحذيره للموظف، فقال: حين مررنا بدكان الجزار طلبت مني أن
أطلب من الموظف أن يأتي إليك، فعلمت بأنك تريد أن تعلقه مثل الأغنام التي في
دكان الجزار، فحذرته من أن تراه إلا حين تكون في مزاج صاف.
وحينها اعترف الملك أن تلك كانت نيته بالفعل وأن الموظف نجا بفضل ذكاء
الوزير.
**
الحكيمان والشمس
اشتد الجدل بين حكيمين حول موضوع يتعلق بالشمس، هل هي نفسها التي
تطلع كل يوم بعد أن تغرب، أم أنها تطلع شمس أخرى جديدة غير التي غربت؟
وأثناء جدالهما مر بهما شخص ذكي، فقال لهما: لو سمحتما لي فس وف
أجيب عن سؤالكما الذي تتجادلان حوله. فقالا له: سنكون لك من الشاكرين.
وحينها أخذ يتكلم عن الشمس، ويصفها، ويوضح أهميتها للكون،
وللحياة..ثم توقف وقال سأكمل لكما باقي المحاضرة في الغد.
وفي الغد جاء الذكي إلى مكانهم الذي تقابلوا فيه بالأمس، فوجدهما
بانتظاره، فقال لهما: إنني لست متأكدا من أنكما نفس الشخصين اللذين حدثتكما
بالأمس، أم شخصان آخران، وإما أن تثبتا لي أنكما نفس الشخصين أو لن أكمل
نصف المحاضرة المتبقي.
وحينها ترك الحكيمان المكان بعد أن فهما ماذا كان يعني، ولم يعودا
يتشاجران حول الشمس أبدا.
** قصص للاطفال باللغة العربية
النمر والساحر
في أحد الأيام كان ساحر يستعرض أمام مجموعة من الناس في إحدى
القرى، وأثناء استعراضه أخرج من قبعته أرنبا وسط استغراب الجميع، بما فيهم
النمر الذي كان يشاهد العرض من بعيد.
وبعد أن انتهى الاستعراض وحصل الساحر على بعض النقود، مضى مغادرا
القرية فاعترض طريقه النمر، وقال له: لقد رأيتك وأنت تخرج أرنبا من قبعتك،
وأريد منك أن تخرج بدلا منه نمرا صغيرا.
قال الساحر: ولكن الأرنب كان موجودا بداخل القبعة من قبل، ولا أستطيع
أن أخرج نمرا صغيرا من القبعة إلا بعد أن أضعه فيها قبل العرض.
قال النمر غاضبا: إذا أردت أن تحافظ على حياتك فأخرج لي نمرا، وإلا
سيكون هذا آخر يوم في حياتك.
قال الساحر: حسنا حسنا، سأخرج لك نمرا صغيرا ولكن ليس اليوم، لأنه
يجب عليك أن تنتظر شهرا على الأقل.
قال النمر: وأنا موافق، سأنتظر شهرا.
قال الساحر: ويجب عليك أن تلتزم طوال هذا الشهر بحمية خاصة، بحيث لا
تأكل سوى الأرز والحليب.
قال النمر: لا مشكلة عندي، سألتزم بالحمية لمدة شهر.
وبعد الشهر جاء النمر إلى الساحر وكان ضعيفا بسبب الحمية وقال له: هيا
نفذ وعدك لي.
صاح الساحر على الناس وناداهم ليشهدوا العرض، وحين اجتمعوا رفع
قبعته وأخرج منها قطة صغيرة بعد أن صبغها بلون النمر. وحين أخرجها بدأت
تموء، وحين رآها النمر وسمعها غضب، وأراد أن يزأر بصوته القوي، ولكن
لضعفه فقد خرج منه صوت يشبه المواء.
حينها شعر النمر بالخجل، وهرب ولم يعد حتى الآن!!
**
الملك ووزيره واللص
حكم ملك شرقي يؤمن بتناسخ الأرواح على أحد اللصوص أن يجلد مئة
جلدة، وقبل تنفيذ الحكم، قال لوزيره: أنت تعلم أن من يفعل شيئا في هذه الحياة
سيعاقب في الحياة القادمة، وأنا خطرت ببالي فكرة وهي أن أترك هذا اللص دون
جلد حتى لا يقتص مني في الحياة القادمة.
فقال وزيره: أعلم هذا الشيء يا مولاي، ولكن أعتقد أن هذا اللص قد جلدك
مئة جلدة في حياة سابقة، وها أنت الآن تقتص منه في هذه الحياة.
سر الملك بإجابة الوزير، وأمر له بمكافأة مجزية.
**
المتملق والسلطان
في أحد الأيام عزم أحد دهاة التملق على زيارة السلطان في قصره لإلقاء
قصيدة أمامه، فاجتمع المستشارون مع الملك وحذروه أن ينساق وراء تملقات
الرجل، فيمنحه هدية غالية أو قطعة أرض أو ما شابه.
فقال السلطان: دعوه يدخل، فإنني لا أنخدع بمثل هذه السهولة.
دخل المتملق، فألقى قصيدة عصماء في مدح السلطان، وجثا على ركبتيه
أمامه، وبعد أن انتهى من القصيدة قال إنه لشرف عظيم لي يا سيدي أن أقف
بين يدي أعظم سلاطين الأرض تحت سقف واحد، لقد عشي بصري عن النظر
إليكم من قوة لألاء نوركم، ومجدكم وشرفكم....واستمر يتحدث لنصف ساع ة.
وحين توقف المتملق عن الكلام انتهز الفرصة أحد المستشارين، فأسر في أذن
السلطان قائلا: لقد حذرتك من تملقه يا سيدي.
فقال السلطان: لا تخف علي، فإنني لا أخدع بسهولة، وحين أشعر أنه بدأ
يتملقني فسأطرده خارج القصر، ولكنه حتى الآن لم يقل سوى الحقيق ة!!
**
قوة العادة
في أحد الأيام عثر رجل على كتاب قديم، كانت صفحاته مهترئة، وبعضها
ممزق، فأخذه وقرأ فيه: هناك حصاة سوداء على شاطئ البحر الأسود، تلمس
بها أي شيء فيتحول إلى ذهب، وعلامتها أنها تكون دافئة على عكس الحصى
الآخر الذي يكون باردا عادة.
ذهب الرجل إلى شاطئ البحر الأسود، وأخذ يبحث عن الحجارة الس وداء
فوجدها كثيرة، فأخذ يمسك كل واحدة منها ثم يتحسسها فإذا وجدها باردة رمى
بها بعيدا داخل البحر.
مضى عليه أيام، ثم أسابيع ثم أشهر، ثم سنة كاملة وهو يبحث عن تلك
الحصاة السوداء، حتى صار متمرسا في تحسس درجة حرارة الحجارة، فلا
تستغرق العملية معه سوى ثانية واحدة.
وفي يوم من الأيام التقط حصاة سوداء، فتحسسها، ثم قذف بها بعيدا في
البحر، وبعد أن سقطت في الماء تذكر أنها كانت دافئة، ولكنه رمى بها بسبب
تعوده على هذا الفعل منذ سنة!!