تعريف الذاكرة في علم النفس

0

تعريف الذاكرة في علم النفس
تعريفها: فعاليّة نفسيّة هدفها احتفاظ الإنسان بالصورة والأفكار والمعلومات التي مرّت به في الماضي ثمّ استدعاؤها في الظرف المناسب.
أو : الذاكرة فعاليّة عقليّة نستعيد بها الماضي مع معرفتنا أنّه ماضٍ تستلزم جهداً عقليّاً وإرادياً وتحديد الزمان والمكان. 


وظائف الذاكرة:
أولاً: الحفظ والاكتساب: يؤثر في عملية الحفظ ما يلي:
أ ـ العوامل الذاتيّة: (وترجع إلى طبيعة الشخص) وخبرته وقدرته وملَكاتِه ، ومن أهم .

العوامل الذاتية:
1ـ الفروق الفرديّة: بعض الأفراد يتمتّعون بذاكرة لغوية وبعضهم رياضيّة أو موسيقية ... وهذا استعداد فطري لكن ينمو بالتدريب .
2ـ العوامل الاجتماعية: الأمّيّ الذي لا يُجيد الكتابة قد يحفظ أكثر من المتعلّم لأنّ واقعه الاجتماعي فرض عليه ذلك.
ب ـ العوامل الموضوعيّة: (وترجع إلى طبيعة الموضوع المراد حفظه) فكلّ ما يدخل ضمن نسق يسهل حفظه ولهذا لجأ القدماء إلى الشعر لتسهيل الحفظ كألفيّة ابن مالك. وكذلك ما نرغبه ونميل إليه نحفظه بشكل أسرع. 


أمّا طريقة الحفظ والاكتساب فتستند إلى ما يلي:
1ـ التكرار : إعادة الدرس المراد حفظه مرات عديدة وفي أوقات متقاربة، وتختلف عدد مرّات التكرار تبعاً لطبيعة الشخص وطبيعة الموضوع.
2 ـ تقسيم المادة المراد حفظها: إلى أجزاء بسيطة وحفظ كلّ جزء على حدة ، ثمّ ربط هذه الأجزاء بوحدة كليّة فتصبح مفهومة أكثر.
3ـ إنّ عمليّة الحفظ تحتاج إلى فواصل من الرّاحة : بعد حفظ جزء معيّن يجب أن يرتاح الشعور حتى نترك للاّشعور فرصة استيعاب ما حفظه لكن يجب ألاّ تكون فترة الرّاحة طويلة جداً ولا قصيرة جداً حتى نستوعب ما حفظناه جيداً. 


ثانياً: الاستدعاء والتعرّف:
الاستدعاء: هو استحضار المعلومات التي حصّلناها سابقاً بزمانها وهو إمّا تلقائي لا يحتاج إلى جهد وإمّا إرادي نبذل فيه جهداً كما في قاعة الامتحان . وينصحنا علماء النفس ألاَّ نُلحّ في طلب الذّكريات المنسيّة ونحن بحاجة إليها؛ لأنَّ زيادة الإلحاح في طلبها يزيد في حجبها عنَّا، لهذا نصرف الذّهن عنها مؤقتاً فتسعى إلى الذاكرة بسهولة.
التعرُّف: هو إدراك ووعي أنّ ما نسترجعه الآن قد مرّ معنا سابقاً كأنْ نرى كتاب الفلسفة فنتذكر بعض محتوياته، وقد يكون التعرّف عفوياً كأن نلتقي بأحد معارفنا فنسلّم عليه ونصافحه ثم نتابع. وقد يكون التعرّف كاذباً كأن نرى من بعيد شخصاً فنظنّه أحد معارفنا ثم نكتشف أنّنا لا نعرفه ولهذا تختلف فعالية الذاكرة عن صورة الكاميرا. وقد يتعدّى التعرّف الحاضر إلى المستقبل وهنا يمتزج بالتخيُّل، كأنْ يتخيّل الطالب نفسه ضابطاً فيقود جيش بلاده إلى النصر.
ثالثاً: تعيين الذّكريات: مرحلة دقيقة يُعيد فيها المرء جزئيات المكان والزمان مستعيناً بالمناسبات والأعياد ....
الاحتفاظ والنسيان: مظهران لوظيفة واحدة، فالحفظ هو الجانب الإيجابي، والنسيان هو الجانب السلبي للذاكرة.
يُعرّف النسيان بأنّه: صعوبة أو استحالة استرجاع المعلومات في الوقت المحدّد أي الزوال الدائم أو المؤقت لما حفظناه.
ـ لقد ارجع علماء النفس النسيان لأسباب كثيرة:
1ـ عدم الاستعمال: ما نحفظه ونتركه دون مراجعة يضمر ويتقلّص بمرور الزمن لهذا يجب أن نُعزّز عملية الحفظ عن طريق المراجعة المستمرّة للمعلومات ممّا يقاوم النسيان.
2ـ تداخل المكتسبات: اكتساب الطالب لخبرات متعدّدة وبفترة واحدة يجعل بعضها يعيق البعض الآخر ويُعطّله ، لهذا يجب ترك فواصل من الراحة بين عمليات الحفظ حتّى نمنع تداخل مكتسباتنا قدر المستطاع.
3ـ  عدم اكتمال مكتسباتنا حين الحفظ: ما نحفظه بسرعة ننساه بسرعة خاصةً الحفظ دون الفهم، فمن حفظ ولم يفهم يصعب عليه الاسترجاع.
أمراض الذّاكرة:
 1ـ فقدان الذّاكرة: يفقد المرء الذّاكرة في الحالات الآتية:
أ ـ الشّلل الدماغي: يفقد المشلول دماغياً ذاكرته لكنّه يدرك الحوادث وينساها فوراً وكأنّها لم تحدث.
ب ـ الصّدمات النفسيّة: ينسى المريض الحوادث بعد فترة أسبوع، يوم إثر صدمة لم يتوقّعها.
ج ـ الاحتباس: ينسى المريض لغةً كان يتقنها في الماضي وأحياناً ينسى الأسماء أو لا يفهم قصد المتكلّم.
د ـ اختلال الوظائف الحركية: ينسى المريض حركة ما كالضرب على الآلة الكاتبة أو كرة السلّة...
2ـ تحوير الذّاكرة: يخترع المريض حوادث يملأ فيها الفراغ خاصّةً بعد الإدمان ويلفّقها لنفسه، فالمصاب بجنون العظمة يؤمن أنّ دمه أزرق وأنّه من سلالة الأشراف .
3ـ شدّة الذّاكرة: قدرة مذهلة على الاسترجاع حتى الحوادث البعيدة جداً خاصّةً الشعور بالاضطهاد.
نتيجة: نستنتج أنّ الذاكرة وظيفة نفسية معقدة تعبّر عن مكانة العقل وتكامل الشخصية وتقتصر على الإنسان فقط .