<
الفيلسوف الفارابي وعلم النفس
نظريّته السّياسيّة
حياتُه: هو محمّد بن طرَّخان الملقّب بأبي نصر والمعروف بالفارابي نسبةً إلى بلاد فاراب شمال فارس ، لُقِّبَ بالمعلِّم الثاني ؛ لأنّه أوّل مَن شرح منطق أرسطو. وبالرغم من أخذه الكثير عن اليونان فقد ظلّ محتفظاً بشخصيته . أظهرَ قدرةً عجيبةً على تعلّم اللغات ، قصدَ بغداد ثمّ حرّان (القامشلي) ثمّ حلب وأخيراً استقرَّ في دمشق فمات فيها بعد أن عمّر طويلاً.
آثاره ومؤلفاته:
كان موسوعيّ الثقافة أبدع في مختلف مجالات المعرفة (الفلسفة، المنطق، الأخلاق، السياسة، الفلك وحتى الموسيقا) ويُقال إنّه مخترع آلة القانون . لكنّ تفكيره اتّجه إلى المنطق وعلوم الدين والتصوّف.
نظريّة التصوّف عند الفارابي:
ـ التصوّف عند الفارابي قائم على أساس عقلي.
ـ يرفض التصوّف الرّوحي أي تطهير النفس ومحاربة الجسد.
ـ لأنّ التصوّف عنده قوامه التأمُّل.
ـ حتى طهارة النفس تقوم عند الفارابي على العقل .
ـ بالعلم نصل إلى السعادة، أمّا العمل (الصلاة وغيرها) فيأتي بالمرتبة الثانية.
نظريّة الفارابي السّياسيّة:
مقدمة: عن حياته.
الصلب:
ـ للفارابي كتب كثيرة (تحصيل السعادة، إحصاء العلوم، كتاب الموسيقا، رسالة في العقل، آراء أهل المدينة الفاضلة: الذي شمل مذهبه الفلسفي).
ـ ما يهمّنا في نظريّته السياسيّة كتاب (آراء أهل المدينة الفاضلة) الذي شمل مذهبه الفلسفي.
ـ البحث في السّياسة عند الفارابي هو بحث في الفلسفة (نظام الدولة، المثل الأعلى في الحكم، واجب الحاكم والمحكوم...) وهذه المسائل انفرد فيها الفارابي ، وهذا دليل على قوّة شخصيّته واستقلال رأيه عن السلطة.
ـ رسمَ منهجاً لنظام الحكم الذي يُحقّق خير المجتمع.
ـ إنّ غاية المدينة الفاضلة هي تحقيق السّعادة : [ملاحظة قد يرد الموضوع مشتركاً مع الأخلاق]
أ ـ إنّ المجتمع الفاضل الذي يحقّق لأبنائه السّعادة في الدّارَيْن .
ب ـ السّعادة في نظر الفارابي هي الخير الأسمى؛ لأنه لا يفضله أيّ خيرٍ آخر.
ج ـ السّعادة تتحقّق بالعلم والعمل والتعاون، فالمدينة التي يتعاون أبناؤها هي مدينة أو أمّة فاضلة .
د ـ شبّه الفارابي المدينة الفاضلة بالبدن السليم والذي تتعاون أعضاؤه على حفظ حياة الكائن الحيّ.
هـ ـ لمّا كان القلب أهمّ أعضاء الجسم فالرئيس كذلك هو الأفضل بين الناس.
و ـ فقد وضع الفارابي مجموعة خصال يجب أن تتوفّر في رئيس المدينة الفاضلة (سليم البدن ، جيّد الفهم، فطين، حسن العبارة، يحبّ العلم، غير شرِه في لأكل والشرب، يحبّ الصدق وأهله، يكره الكذب وأهله ، يحبّ الكرامة والعدل ، وصبور لا يخاف...) .
لكنّه من الصعب أن تتوفّر هذه الخصال في إنسان واحد، لهذا اختصّ منها ستّةً فقط وهي (حكيم، حفظٌ للشرع، يتمتّع بالرّويّة، يهتمّ بصلاح المجتمع، يرتكز على شرائع الأوّلين، قادر على مباشرة الحرب). وهناك مدنٌ فاسقة وجاهلة وضالّة.
خاتمة: نستنتج ممّا سبق أنّ الفارابي من أعظم الفلاسفة العرب حتى قيل بفضل الفارابي تدعّمت الفلسفة العربية. ألّف عشرات الكتب وبالرّغم من أخذه الكثير عن فلسفة اليونان لكنّه ظلّ محتفظِاً بذاته فاستحقَّ لقبَ المعلّم الثاني.
الفارابي
تصنيف العلوم
مدخل: يعتبر كتاب إحصاء العلوم من أهمّ مؤلفات الفارابي حتّى سُمِّيَ بدائرة المعارف ، وللفارابي مذهب في تصنيف العلوم وترتيبها يشهد له بالإبداع.
ترتيب العلوم عند الفارابي :
صيغة السؤال: أقام الفارابي ترتيب العلوم على قاعدتَين سمِّهما واشرحهما.
القاعدة الأولى: مبدأ الغائيّة: هذا المبدأ يقوم على أنّ هناك علوماً غايتها النظر ، وعلوماً قصدها العمل، وقد تأثّر هنا الفارابي بأرسطو.
القاعدة الثانية: مبدأ الوضوح: يشهد له بالإبداع، وأول العلوم وضوحاً برأيه العلوم الرياضيّة ، وثاني العلوم وضوحاً علم الطبيعة، وثالث العلوم وضوحاً الإلهيّات والنفس.
لقد اعتمد الفارابي في هذا التصنيف على منهج يقوم على البداية بالبسيط إلى المعقَّد أي من السّهل إلى الأصعب.
تقسيم العلوم عند الفارابي: 1ـ علوم اللغة أو علم اللسان . 2ـ العلوم الرياضيّة . 3ـ العلوم الطبيعيّة . 4ـ علم المنطق. 5ـ العلم الإلهي. 6ـ علم الفقه. 7ـ العلم المدني أي الأخلاق . 8ـ علم الكلام أي العقيدة. 9ـ علم السياسة.
أهميّة كتاب إحصاء العلوم: هذا الكتاب وُصِف بأنه دائرة معارف كاملة ، حتى قال فيه بعض المستشرقين : لا يمكن لأيّ مؤلِّفٍ أو مفكِّرٍ أو فيلسوف أن يستغني عن هذا الكتاب. وهذا ما دفع (روجر بيكو) المفكِّر الفرنسي إلى القول بأنّ الفارابي من أعظم المفكّرين على الإطلاق.
الفيلسوف الفارابي وعلم النفس
نظريّته السّياسيّة
حياتُه: هو محمّد بن طرَّخان الملقّب بأبي نصر والمعروف بالفارابي نسبةً إلى بلاد فاراب شمال فارس ، لُقِّبَ بالمعلِّم الثاني ؛ لأنّه أوّل مَن شرح منطق أرسطو. وبالرغم من أخذه الكثير عن اليونان فقد ظلّ محتفظاً بشخصيته . أظهرَ قدرةً عجيبةً على تعلّم اللغات ، قصدَ بغداد ثمّ حرّان (القامشلي) ثمّ حلب وأخيراً استقرَّ في دمشق فمات فيها بعد أن عمّر طويلاً.
آثاره ومؤلفاته:
كان موسوعيّ الثقافة أبدع في مختلف مجالات المعرفة (الفلسفة، المنطق، الأخلاق، السياسة، الفلك وحتى الموسيقا) ويُقال إنّه مخترع آلة القانون . لكنّ تفكيره اتّجه إلى المنطق وعلوم الدين والتصوّف.
نظريّة التصوّف عند الفارابي:
ـ التصوّف عند الفارابي قائم على أساس عقلي.
ـ يرفض التصوّف الرّوحي أي تطهير النفس ومحاربة الجسد.
ـ لأنّ التصوّف عنده قوامه التأمُّل.
ـ حتى طهارة النفس تقوم عند الفارابي على العقل .
ـ بالعلم نصل إلى السعادة، أمّا العمل (الصلاة وغيرها) فيأتي بالمرتبة الثانية.
نظريّة الفارابي السّياسيّة:
مقدمة: عن حياته.
الصلب:
ـ للفارابي كتب كثيرة (تحصيل السعادة، إحصاء العلوم، كتاب الموسيقا، رسالة في العقل، آراء أهل المدينة الفاضلة: الذي شمل مذهبه الفلسفي).
ـ ما يهمّنا في نظريّته السياسيّة كتاب (آراء أهل المدينة الفاضلة) الذي شمل مذهبه الفلسفي.
ـ البحث في السّياسة عند الفارابي هو بحث في الفلسفة (نظام الدولة، المثل الأعلى في الحكم، واجب الحاكم والمحكوم...) وهذه المسائل انفرد فيها الفارابي ، وهذا دليل على قوّة شخصيّته واستقلال رأيه عن السلطة.
ـ رسمَ منهجاً لنظام الحكم الذي يُحقّق خير المجتمع.
ـ إنّ غاية المدينة الفاضلة هي تحقيق السّعادة : [ملاحظة قد يرد الموضوع مشتركاً مع الأخلاق]
أ ـ إنّ المجتمع الفاضل الذي يحقّق لأبنائه السّعادة في الدّارَيْن .
ب ـ السّعادة في نظر الفارابي هي الخير الأسمى؛ لأنه لا يفضله أيّ خيرٍ آخر.
ج ـ السّعادة تتحقّق بالعلم والعمل والتعاون، فالمدينة التي يتعاون أبناؤها هي مدينة أو أمّة فاضلة .
د ـ شبّه الفارابي المدينة الفاضلة بالبدن السليم والذي تتعاون أعضاؤه على حفظ حياة الكائن الحيّ.
هـ ـ لمّا كان القلب أهمّ أعضاء الجسم فالرئيس كذلك هو الأفضل بين الناس.
و ـ فقد وضع الفارابي مجموعة خصال يجب أن تتوفّر في رئيس المدينة الفاضلة (سليم البدن ، جيّد الفهم، فطين، حسن العبارة، يحبّ العلم، غير شرِه في لأكل والشرب، يحبّ الصدق وأهله، يكره الكذب وأهله ، يحبّ الكرامة والعدل ، وصبور لا يخاف...) .
لكنّه من الصعب أن تتوفّر هذه الخصال في إنسان واحد، لهذا اختصّ منها ستّةً فقط وهي (حكيم، حفظٌ للشرع، يتمتّع بالرّويّة، يهتمّ بصلاح المجتمع، يرتكز على شرائع الأوّلين، قادر على مباشرة الحرب). وهناك مدنٌ فاسقة وجاهلة وضالّة.
خاتمة: نستنتج ممّا سبق أنّ الفارابي من أعظم الفلاسفة العرب حتى قيل بفضل الفارابي تدعّمت الفلسفة العربية. ألّف عشرات الكتب وبالرّغم من أخذه الكثير عن فلسفة اليونان لكنّه ظلّ محتفظِاً بذاته فاستحقَّ لقبَ المعلّم الثاني.
الفارابي
تصنيف العلوم
مدخل: يعتبر كتاب إحصاء العلوم من أهمّ مؤلفات الفارابي حتّى سُمِّيَ بدائرة المعارف ، وللفارابي مذهب في تصنيف العلوم وترتيبها يشهد له بالإبداع.
ترتيب العلوم عند الفارابي :
صيغة السؤال: أقام الفارابي ترتيب العلوم على قاعدتَين سمِّهما واشرحهما.
القاعدة الأولى: مبدأ الغائيّة: هذا المبدأ يقوم على أنّ هناك علوماً غايتها النظر ، وعلوماً قصدها العمل، وقد تأثّر هنا الفارابي بأرسطو.
القاعدة الثانية: مبدأ الوضوح: يشهد له بالإبداع، وأول العلوم وضوحاً برأيه العلوم الرياضيّة ، وثاني العلوم وضوحاً علم الطبيعة، وثالث العلوم وضوحاً الإلهيّات والنفس.
لقد اعتمد الفارابي في هذا التصنيف على منهج يقوم على البداية بالبسيط إلى المعقَّد أي من السّهل إلى الأصعب.
تقسيم العلوم عند الفارابي: 1ـ علوم اللغة أو علم اللسان . 2ـ العلوم الرياضيّة . 3ـ العلوم الطبيعيّة . 4ـ علم المنطق. 5ـ العلم الإلهي. 6ـ علم الفقه. 7ـ العلم المدني أي الأخلاق . 8ـ علم الكلام أي العقيدة. 9ـ علم السياسة.
أهميّة كتاب إحصاء العلوم: هذا الكتاب وُصِف بأنه دائرة معارف كاملة ، حتى قال فيه بعض المستشرقين : لا يمكن لأيّ مؤلِّفٍ أو مفكِّرٍ أو فيلسوف أن يستغني عن هذا الكتاب. وهذا ما دفع (روجر بيكو) المفكِّر الفرنسي إلى القول بأنّ الفارابي من أعظم المفكّرين على الإطلاق.