تعريف علم الكلام في الفلسفة pdf
أسباب تسميته بعلم الكلام:
يطلق هذا الاسم على الباحث في أمور العقيدة، كما يُسمّى بعلم التوحيد، وهناك فَرْقٌ بين علم الكلام والفقه ؛ لأنّ علم الكلام يطلق على الباحث في الصفات والاعتقاد، أمّا الفقه فيطلق على الباحث في العمليات والشرائع .
لكن لمّا كانت مسألة كلام الله أي القرآن هل هو قديم أم مخلوق هي أهم مسألة دار الخلاف حولها سُمِّي بعلم الكلام ، فـ (كلَّمَه) زمن المأمون تعني ناقشَهُ وناظرَهُ.
تعريف علم الكلام: هو الكلام المدعوم بالأدلّة والحجج والبراهين والدليل العقلي للردّ على المنحرفين والدفاع عن العقائد الإيمانيّة في مجال العقيدة. ـ إنّ عالم الكلام يختلف عن عالِم الفقه؛ لأنّ علم الكلام هدفُه نصرة الآراء والأفعال التي صرّح بها الدين وتزييف ما خالفه. أمّا علم الفقه فهو الأخذ بالآراء والأفعال التي صرّح بها الدين واستنباط الضروري.
ـ إذا ملكَ الإنسان العلمَيْن سُمِّيَ فقيهاً مُتكلِّماً، أي ينصر ويستنبط.
ما هو غرض علم الكلام :
ـ يتّفق المتكلِّمون على أنّ علم الكلام يعتمد ضرورة النظر العقلي في العقيدة .
ـ ويختلفون في أمرين: أ ـ فريق يعتقد أنّ غرض علم الكلام هو إثبات العقيدة الدينيّة بالدليل العقلي ثمّ الدفاع عنها.
ب ـ فريقٌ يعتقد أنّ العقيدة الدينيّة ثابتة في الكتاب والسُّنّة وغرض علم الكلام دفع الشّبهة عنها.
ـ علمُ الكلام هو سَوْقُ الحُجَج على صحّة مسألة ما، لكن اتّسع هذا المصطلح ليشمل الآيات المتشابهات فيما بعد.
ـ إنّ عالم الكلام كالمحامي؛ لأنّه يعتقد بصحّة القضيّة مسبقاً ثم يدافع عنها فهو مؤمن بها أصلاً .
إنّ الفيلسوف كالقاضي؛ لأنّه لا يُكوِّنُ في القضية رأياً إلاَّ بعد دراستها.
نشوء علم الكلام
موضوع: صيغتُه: هناك أسباب داخلية وأخرى خارجية لنشوء علم الكلام. عالج هذا الموضوع من خلال دراستك لهذه الأسباب.
المقدّمة: علم الكلام هو الكلام المدعوم بالأدلة والحجج والبراهين والدليل العقلي للردّ على المنحرفين والدفاع عن العقائد الإيمانية في مجال العقيدة.
الصلب:
أولاً: الأسباب الداخلية : وأهمّها:
1ـ القرآن الكريم:
ـ هو المنبع الأول الذي صدر عنه الكلام (ردَّ على أصحاب الديانات الأخرى وجادلَ مَن أنكرَ النبوات...) لكن دون تفصيل.
ـ في القرآن آياتٌ محكماتٌ يسهل فهمها، وأخرى متشابهات يصعب فهمها، وكانت سبباً لنشوء المناظرات .
ـ في القرآن عشرات الآيات التي تدعوا إلى التأمّل والتفكير والاستدلال على وجود الله ((إنّ في خلق السموات والأرض ... لآياتٍ لقوم يعقلون)) .
ـ لم يكن غرض علم الكلام التشكيك في صحّة هذه الآيات بل إعمال العقل بها.
2ـ المشاكل والخلافات السياسيّة بين المسلمين:
ـ الجدل في العقيدة نشأ في أحضان السياسة، وأوّل خلاف خطير عرفه العرب مشكلة الإمامة أي هل الخليفة في المهاجرين أم في الأنصار أم في أهل البيت ، وهذا أدّى إلى نشوء حروب بين هذه الاتجاهات ، وحاولت كلّ فرقة دعم موقفها بالمنطق والحجّة، فنشأ علم الكلام.
ثانياً: أسباب خارجيّة:
1ـ أثر الأديان الأخرى:
الإسلام سمحَ لأصحاب الديانات الأخرى بالعيش داخل المجتمع الإسلامي بحريّة ((لا إكراهَ في الدين)) ، فمنهم مَن أسلم ومنهم مَن بقي على دينه ومنهم مَن تستّرَ فانتقلت معتقدات الأقوام الأخرى إلى الفكر الإسلامي ونشأت مسائل دار الخلاف حولها (مسألة القدر ، صفات الله، إنكار الدين، النبوات....). فوجد الإسلام أعداءً مسلّحين بالفلسفة، فكان لابدّ من التسلّح بسلاحهم فدرس المسلمون الفلسفة وبرعوا فيها وردّوا على المخالفين.
2ـ أثر الفلسفة اليونانية وفلسفة الأقوام الأخرى:
عرف العرب الفلسفة اليونانيّة والهندية والصينيّة، وبدأت الترجمة زمن الأمويين ثم تطوّرت أكثر في زمن العباسيين فترجموا كلّ العلوم ، ونتيجة انتشار الحرية الفكرية كثُرَ الإلحاد والزّندقة فأمرَ الخليفة المهدي علماء الكلام بتأليف الكتب للردّ على الملاحدة حتى أنّ المأمون أنشأ دار الحكمة.
الخاتمة: نستنتج مما سبق أنّ علم الكلام هو فلسفة العرب تأثّرت كلّ العلوم به وكما قال بعضهم هو ثمرة بديعة أنتجها العقل العربي حيث كان لعلماء الكلام (معتزلة، أشاعرة ...) دوراً كبيراً في الحضارة العربية الإسلامية.